تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وجهان لعملة واحدة!!

لوموند
ترجمة
الأربعاء 20/2/2008
ترجمة: دلال ابراهيم

مازال مستشار ألمانيا الأسبق هلموت شميدت, وهو في سن متقدمة, مراقباً متابعاً مهتماً, وصوته مسموعاً. وحينما يكتب على الصفحة الأولى في مجلة Die Zeik الألمانية الشهيرة,

وهو أحد كتاب افتتاحياتها, تزداد مبيعات المجلة الأسبوعية في الأسواق , في ذلك اليوم. وخلال الأسبوع المنصرم وجّه مايشبه الرسالة المفتوحة إلى مرشحي الانتخابات الأميركية محورها: ( ماذا يمكن للعالم أن ينتظر منكم? ) وطرح عليهم اثني عشر سؤالاً يتعلق بسياستهم الخارجية المرتقبة.‏

ودون شك, لقد قرأ المستشار شميدت كل المقالات الطويلة التي نشرها المتسابقون إلى البيت الأبيض في مجلة ( الشؤون الخارجية) الأميركية ولم يجد فيها الرد المقنع. حتى إن المحللين السياسيين الأميركيين انقسموا على أنفسهم. ويعتقد المقربون أكثر إلى الجمهوريين حالهم كحال جورج بوش أن الاستمرارية ستقود إلى طريق التغيير. والرئيس الأميركي الذي انكب على قراءة السيرة الذاتية لأسلافه في البيت الأبيض قد استخدم مقياساً هو عهد ترومان - ايزنهاور, أمام بعض المدعوين.( إنه يعتقد أن أياً كان خلفه, يمكنه أن ينتقد سياسته خلال الحملة الانتخابية, ولكنه سوف يستمر بها في حال فوزه) . علّق على ذلك جورج ستيفانو بوليس أحد مساعدي الرئيس الأسبق بيل كلينتون. ويعترض على ذلك جون كورنبلوم, أحد الدبلوماسيين السابقين في عهد كلينتون معتقداً أن الولايات المتحدة سوف تنتهج سياسة خارجية جديدة, أياً كان هو الفائز في تلك الانتخابات, نظراً لأن سياسة بوش بعيدة كل البعد عن السياق الطبيعي الأميركي. مع العلم أن المؤرخين قد رفضوا الاستمرارية بين عهد ترومان وايزنهاور. وفيما لو قرأنا مثل المستشار هلموت شميدت, المقالات التي تتناول السياسة الخارجية الأميركية لأربعة مرشحين كانوا على قائمة السباق عشية ( الثلاثاء الكبير ) وهم هيلاري كلينتون وباراك أوباما عن الحزب الديمقراطي وجون ماكين وميت رومني عن الحزب الجمهوري, نلاحظ أمرين: في البداية يتفق الجميع على توجيه انتقاد مكشوف أو مبطن إلى سياسة بوش, وحتى جون ماكين الذي كان من مؤيدي الحرب على العراق أشار إلى ( أخطاء السنوات الماضية ) والمتمثلة في عدم كفاية عدد القوات الأميركية المنتشرة في العراق, وكذلك الخطط ( غير الواقعية ). والأمر الثاني المتفق عليه في مقالاتهم يتعلق بالزعامة الأميركية في العالم, والمرشحون إلى البيت الأبيض اختلفوا في تعريفهم لتلك الزعامة, واتفقوا على امتداح وضع الولايات المتحدة ( كأمة وحيدة ) حسب تعبير ( ميت رومني ) وعليها قيادة العالم بالأفعال وكنموذج ( باراك أوباما ), نظراً لأن العالم يستند على الزعامة الأميركية ( هيلاري كلينتون ).‏

ودافع جميع المرشحين إلى الرئاسة, على نقيض الرئيس الحالي عن فكرة تعزيز التحالفات التقليدية لأن ( أميركا لايمكنها أن تواجه وحدها تهديدات القرن, وبالمقابل لايمكن للعالم أن يواجهها بمفرده دون أميركا ). حسب ماكتب باراك أوباما, بينما يعود المرشحون الجمهوريون إلى التمسك بفكرة مجتمع جديد للديمقراطيات, وهذا المجتمع برأي جون ماكين ينبغي ألا يحل محل الأمم المتحدة وإنما يكملها وغاب كلياً الاتحاد الأوروبي عن خطابات المرشحين, في وقت اتجهت فيه الأنظار الأميركية نحو الصين, والتي ينبغي أن يقيم معها العم سام أفضل العلاقات الثنائية, وتكون أكثر أهمية, إن اعتقدنا ذلك مع هيلاري كلينتون.‏

والخلاف التقليدي والسطحي بين ( الانعزاليين ) و ( الدوليين ) ليس الآن في أوانه, حيث لم يقترح أي مرشح إمكانية انكفاء الولايات المتحدة على نفسها من أجل الشفاء من نشاطها الخارجي خلال السنوات الأخيرة. ورغم ذلك فالحيطة والحذر واجبان , ألم يتشدق الرئيس جورج بوش, قبيل انتخابه في العام ,2000 بفضائل وميزات أميركا ( المتواضعة ) ?‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية