|
آدم ولكن يتكرر في كل المجتمعات الشرقية والغربية على حد سواء, فأول وزيرة خارجية في تاريخ النمسا ظهر زوجها علانية ليقول ان مكان المرأة هو (المطبخ). ففي اعرق الجامعات الأميركية (هارفارد), أشار لورانس سامرز مدير الجامعة الحالي, ووزير الخزانة في عهد الرئيس كلينتون الى أن النساء بطبيعتهن اقل قدرة على استيعاب العلوم والرياضيات. وسواء أكان هذا صحيحا ام تحاملا, فإن الإحصائيات تشير إلى ارتفاع نسبة النساء العاملات, وتفوقهن أحيانا على الرجل.تفي دراسة صادرة عن المركز الديمغرافي بالقاهرة, مثلا, تبين نسبة مساهمة النساء في سوق العمل في ارتفاع متزايد, وأصبحت العديدات منهن ينافسنه في الكثير من المجالات, بل إن بعضهن أكثر شهرة من أزواجهن, ويحققن دخلا أعلى. وقد لا يؤثر الأمر على العلاقة بينهما إلا في بعض الحالات التي تكون فيها أكثر شهرة, بمعنى أن الأضواء تكون مسلطة عليها اكثر.فمعظم الرجال يخافون من كلمة (زوج الست) نظرا لإيحاءاتها السلبية المترسبة في الأذهان. وتؤكد أمنة نصير, أستاذة العقيدة الإسلامية الملقبة ب(مفتية النساء), هذا الأمر بقولها ان الرجل الشرقي نادرا ما يطيق أن تكون زوجته أفضل منه, ويتضايق عندما يشار إليه بزوج فلانة, الأمر الذي سبب الكثير من التعاسة للزوجات الناجحات. تظهر الحساسية المفرطة داخل البيت, حيث يصبح الزوج يترصد الأخطاء وينتظر أي تقصير للنيل منها. , فالغيرة شعور فطري في النفس.. الدكتور شريف حتاتة المفكر اليساري وزوج الدكتورة نوال السعداوي, التي تثير الجدل بآرائها ومقالاتها, خصوصا بعد ان عقدت العزم على الترشيح لرئاسة الجمهورية, مثلا, يقول: (انا معروف بزوج نوال السعداوي) وهذا بالنسبة لي شيء عادي لا يضايقني ولا يسعدني. فإذا كان من حقي أن يقول الناس نوال زوجة الدكتور شريف فمن حقها أيضا أن أكون زوج نوال, فهي اكثر شهرة مني. فالشهرة كما يقول د. حتاتة عندنا نوعان: الأول مبني على الجهد والإنتاج وتحقيق أشياء مفيدة للمجتمع, والثاني شهرة مبنية على أشياء سطحية تجارية.ويستطرد د. حتاتة قائلا: (التشنج إزاء شهرة المرأة يأتي من إحساس الرجل بأنه اقل منها, وهذا يتعلق بثقة الإنسان في نفسه وهذا هو الامر الذي يفرق بين الرجل الواثق والرجل الضعيف.. مشكلة الرجل مع الزوجة الاكثر شهرة منه لا تقتصر على المجتمعات الشرقية, بل هي ظاهرة موجودة في كل انحاء العالم, وإن بدرجات متفاوتة. فالأزواج في البلاد الغربية على اقل تقدير يبذلون جهدا في النهاية لتقبل مثل هذا الوضع بحكم انها نالت اكبر قدر من الحقوق, أما عندنا فالرجل تعود أن يكون هو السيد المتحكم الذي يأخذ القرارات, لذلك يجد صعوبة أكبر في التأقلم مع الوضع). ولا ينفي د. حتاتة أن شهرة د. نوال تجعله غيورا إلا انها, كما يقول, غيرة إيجابية دفعته لأن ينتج ويبدع ويكون له دور فعال تجاه نفسه والآخرين أيضا. كما لا ينفي أيضا انه توجد بالفعل بعض المضايقات والاختلافات في الأفكار, لكن بشكل عام (اتجاهنا واحد.. وهذه الخلافات تنتج عن فروق الطبائع فقط. فالدكتورة نوال شخصية مندفعة, تعبر عن نفسها بأسلوب اشد مني, لكن لا أحدا فينا يملك قرارا على الآخر, ربما نقول وجهة النظر, على الرغم من مرور 40 سنة على زواجنا, وهو من وجهة نظري زواج ناجح وان كان بعض المقربين قد تنبأ لنا بالفشل في بداية زواجنا. فهي شديدة التمسك بحقوقها, وسبق لها ان طلقت مرتين بسبب شخصيتها وتشبثها بأفكارها. والتمسك بالحقوق يؤدي عادة إلى شيئين: إما الانفصال, واما أن يتغير الرجل.. فالمرأة تطالب بالتغيير والرجل ليس من مصلحته التغيير لأن المجتمع أعطاه الأفضلية التي تميزه وتريحه |
|