بورصة السياسة والموقف
البقعة الساخنة الأربعاء 20/2/2008 خالد الاشهب أسوأ مافي المال ان يتحول الى سياسة , وأسوأ مافي السياسة ان تتحول الى بورصة , ترتفع وتنخفض بحسب ارصدة العملاء والمضاربين , الدائمين منهم والطارئين , والمتخفين والمعلنين , فثمة عميل متخف بدرجة امتياز يلقي على وجهه اقنعة الانتماء الاصيل للعروبة والاسلام , فيما يمارس في الخفاء دور الوسيط المساعد للموساد الاسرائيلي للوصول الى اهدافه التخريبية بحق العروبة والاسلام معا وعلى ارضهما , وثمة عميل معلن بدرجة حذاء ودون اي قناع , يشهر عداءه لوطنه وامته ويذهب الى حيث تسوقه القدم التي تدوسه , كلاهما يحول المال الى سياسة , ثم يذهبان بها الى البورصة , يدفعان الشيكات ويقبضان الولاءات وتنفيذ الاغتيالات , والى الاعلام وادواته فيشتريان الزائف منه والموتور , والى اسواق النخاسة السياسية لاستئجار القرود القارعة على الطبل والناعقة بحرق الاخضر واليابس ودون ان تبتل وجوهها بعرق الخجل !
لكن الاسوأ من هذا وذاك ان تتحول مناسبات التجمع والتضامن ووحدة الصف العربي كالقمة العربية الى اوراق ابتزاز ومتاجرة , شأنها شأن الشيكات بين معجل الدفع ومؤجله , وكما لو ان القمة هي صناعة الدولة المضيفة لها , وكما لو انها ليست المؤسسة العربية التي تهم كل العرب اولا وليس اي احد منهم على انفراد , فنجاح القمة نجاح لهم جميعا , واخفاقها اخفاق لهم جميعا ايضا ودون استثناء , اللهم إلا اذا كان الغرض من القمة لدى بعض من يقتني العروبة بالمال , هو الوجه الكرنفالي لها من حشد عددي غير نوعي , ومن استقبالات ومراسم وعدسات وتلفزة, ومما لايفيد العرب ولايخدم قضاياهم ولايخفف من حدة الاخطار التي تحيق بهم .
|