|
معاً على الطريق يجدر القول أن الرد سيكون بتوقيع الحاج رضوان نفسه , فمن دون ريب أن الرجل ترك خلفه مخططات جاهزة لردود من نوع خَبِرَهُ في حمأة هذا الصراع الطويل وتنتظر فقط كلمة واحدة أو حتى إيماءة, وهي قد صدرت منذ الإعلان عن أن من قضى في كفر سوسة هو مغنية. قبل أن يُصعق مئير داغان وإيهود باراك بنصاعة الردّ الآتي يجب الإضاءة على الحضن الذي تربى فيه عماد مغنية ليعرف هؤلاء الحمقى ومن تحامق معهم من داخل لبنان والعرب ووصفوا الرجل بالإرهابي معتقدين أن القضايا الكبرى تنتهي برجل, أن فعل الإيمان بالنصر وحسّ الشعور بالظلم لا يمكن إلاّ أن يوّلد مثل هؤلاء الناس الذين يتحولون إلى أسطورة وأشباح.. لكن أفعالهم الواقعية تعادل كسب حرب على وزن حرب تموز. عندما نطقت الحاجة أم عماد وهي تتقبل التعازي باسمة كنت أرى آلاف الصواريخ ترتعش فوق تل أبيب , أو حسب تعبير السيد نصرالله ما بعد مابعد حيفا..امرأة جالسة بهدوء تلّة قديمة تتشح بإيشارها وقد غرس الزمن في وجنتيها انتظار الأحبة ومن حملتهم تسعاً, ومن شاهدتهم في جنوبها يحملون أشلاء منازلهم ورقع أطفالهم آتين من فلسطين في اشتعال نكبتها. المرأة التي قدّمت قبل الحاج رضوان شهيدين قالت بعقل وإيمان وهدوء المنتظر نصراً سيأتي لا شك, إنها تعرف أن هذا هو مصير المقاومين لكن أسفها الوحيد أمام نصرالله أنه لم يعد لديها أبناء تقدمهم لهذه القضية..تصوروا هل يستطيع العقل اليهودي أو الغربي أو عقل من يحكم لبنان , ويقدّم الشاي في مرجعيون أن يتخيل في أسوأ كوابيسه هكذا رد?!, وهل يمكن لأي قوة أن تغلب هكذا رحم وهكذا حضن وهكذا رضاعة وهكذا إيمان وهكذا دماغ?!... و..هكذا تكتشف أن الحاج رضوان الأسطوري كان يعيش حياته باراً بوالديه, مطلعا على تفاصيل سيرورة أسرته متابعا شؤونهم المدرسية وتحصيلهم العلمي ,مغنّجاً حفيدته ,حاضنا ابنه , مشاركا زوجته قسمة الحياة ..وربما لاعبا كرة القدم في الضاحية الجنوبية من بيروت..ومعها ناشراً منظومة ردع وأمان لبناني للعرب الذين وضعوا عروبتهم تحت البساط الأحمر الأمريكي, وفي الوقت عينه لا يترك شاردة في الجنوب ..لا دشمة ولا اي موقع ويعرف تفاصيل الميركافاه ومن أين تؤكل.. هكذا وبعد ربع قرن من الأسطورة اليومية نكتشف أسطورة جديدة أن نساء في هذه البلاد يلدن ويربين ويرسلن آبناءهن للحياة..فهل تعرف إسرائيل ومن فرح معها باغتيال عماد مغنية كم حاج رضوان يلعب الفوتبول في ملاعب الناس ويشتري الخضار ويقود سيارته أو دراجته صباحا أو عصرا ثم يبدل ثيابه في دشمة أمام بني إسرائيل.. حقاً إنهم حمقى...انتظروا سيلاً من الرضوانيين... كاتب لبناني ghassanshami@gmail.com |
|