|
من البعيد فهذا لا يعني ولا بأي حال من الأحوال, بأن الميزان المائي قد وصل إلى الحدود المطلوبة التي كانت قائمة قبل نحو عقدين من الزمن..وعلى افتراض أن الفرص ما زالت سانحة لمزيد من الهطولات خلال الشهرين المقبلين, فهذا لا يعني التخلي عن سياسة ترشيد المياه, ولا عن خطط وبرامج وزارة الري والمؤسسة العامة لمياه الشرب, وعلى وجه التحديد في مدينة دمشق وريفها, فحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن مؤسسة مياه الشرب بدمشق لغاية الأيام الأولى من الشهر الجاري, فإن الهطولات وصلت إلى حدود 243 مم يقابها لنفس الفترة من العام الماضي 171 مم, بينما المعدل السنوي العام يبلغ 512 مم, أي الكميات الهاطلة وصلت إلى حدود نصف المعدلات الفعلية المطلوبة. وإذا كانت برامج التقنين الحالية التي تصل إلى حدود 16 ساعة يومياً, قد أكدت جدواها وقدرتها على توفير نحو 150 ألف م3 يومياً بمدينة دمشق, وتمكن المستهلك العادي مع مرور الزمن من التكيف مع هذه البرامج سواء لجهة الغسيل والشرب والاستخدامات المختلفة, فإن الجانب الآخر الذي يستوجب الاهتمام وحضور الحلول السليمة والمثلى من أجل الحد من هدر وتبديد مياه الشرب, يتمثل في ضرورة الالتفات إلى وقف زحف الآبار المخالفة خاصة أن حفر الآبار غير المرخصة في ريف دمشق لا يرمي سقاية المزروعات أو توفير المياه لحظائر تربية الماشية, وإنما يلجأ البعض إن لم نقل الغالبية إلى حفرها بغرض تشييد أحواض السباحة بهدف الزينة والتباهي الاجتماعي. ولعل ازدياد معدلات الأمطار في السنوات الأخيرة شجع مؤخراً المقتدرين من أصحاب رؤوس الأموال في الإقبال على تشييد المزارع العشوائية وغير المدروسة ودون حتى النظر إلى حسابات المستقبل وإمكانية عودة شبح سنوات الجفاف التي جعلت العطش وقبل سنوات قليلة يخيم على أكثر من مدينة وقرية. marwanj@ureach.com |
|