تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


باتجاه القمة..

الافتتاحية
الأربعاء 20/2/2008
أسعد عبود

هي القمة العربية, ليس فقط لأن قادة وزعماء الدول العربية يجتمعون فيها, بل لأنها المؤسسة الأهم للعمل العربي المشترك..

وبغض النظر عمّا استطاعت مؤسسة القمة العربية تحقيقه خلال /19/ دورة انعقاد لها.. فإن وجودها واستمرارها ودوريتها هو إنجاز بحد ذاته.. إنجاز جدير بحمايته وصونه من أي مؤثرات تؤدي الى إحداث أي إحراج في عمل هذه المؤسسة.‏

لم تغب سورية أبداً عن أي مؤتمر للقمة, عادية كانت أم استثنائية.. وهذا يعني دون ادعاء أنها عملت دائماً لمصلحة استمرار القمة, ونجاحها, وإبعادها عن مؤثرات التراشق شبه المعتاد في يوميات الحياة السياسية العربية.‏

وإذا كان ذلك يعني تماماً أن سورية تؤمن بدور القمة, وأهمية إنجاحها دون أي اعتبار لمكان انعقادها, فإنها تؤمن أيضاً أن كل الدول العربية مؤتمنة على دور مهم لها في إنجاح القمة, ومسؤولة عنه.. تؤمن سورية رغم أبواق الاعلام التحريضية, أنه ما من قطرعربي شقيق إلا ويسعى بكل ما لديه من قوة لإنجاح القمة القادمة في دمشق.. لأن (القمة) مؤسسة عمل عربي أينما كان مكان انعقادها..‏

دمشق عاصمة مهيأة لاحتضان القمة.. بحكم مواقفها, وأهليتها, وتاريخها.. ولا ننفي توافر هذه الامكانية لاحتضان القمة عن أي عاصمة عربية.. ولذلك استجابت القمة السابقة (قمة الرياض) للاستعداد السوري, واتخذت قرارها بأن تكون قمة 2008 بدمشق.‏

وإذ لا تدخر سورية جهداً من أي نوع كان من أجل إنجاح هذه القمة, فإنها تتجه الى ذلك استمراراً لدورها الدائم في دعم العمل العربي المشترك, وليس ذلك مجرد شعارات نرفعها.. بل هي حقائق نمارسها..‏

والتاريخ والوثائق يثبتان أن سورية كانت دائماً أكثر الدول التزاماً بمقررات القمم العربية. ذلك أنها تتمتع باستقلالية قرارها الذي تبنيه دائماً على المصلحة العربية المشتركة.‏

النوايا العربية نظيفة.. كلها نظيفة تجاه القمة.. والتشويش يولد من تأثيرات خارجية بكل اتجاهات العمل العربي المشترك وضمنها قرارات القمة.‏

ويوم قدّمت القمة العربية مشروعاً متكاملاً للسلام (قمة بيروت) ظهر قبول خارجي شكلي خجول لها, وجرى التعامل معها على أساس عدم صلاحيتها, وشكل ذلك رفضاً عملياً غير مباشر دفعها باتجاه الإحباط, وأثر دون شك في الموقف العربي من دفع عملية السلام.‏

وتتطاول (الجرأة) الخارجية على مقررات العمل العربي المشترك إلى درجة أن يعلن معاون وزيرة الخارجية الأميركية ساترفيلد رفض بلاده مبادرة الجامعة العربية لحل الأزمة في لبنان?! لماذا وما علاقة بلاده?!.‏

وهل من شك بعد بمحاولات القوى الخارجية للتأثير بنوايا العمل العربي المشترك ,وهي قد تتعدى محاولة إحباط القرارات إلى إحباط مؤسسات العمل العربي ذاتها, ومن بينها القمة, وهي أهم هذه المؤسسات, ونفترض أن العرب كل العرب متيقظون لذلك?.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية