تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أنتم الأرخص

الصفحة الاولى
الاثنين 21-5-2012
علي نصر الله

ما الذي على العالم أن يفهمه من توجه ممالك وإمارات النفط بالطلب من رعاياها مغادرة الأراضي اللبنانية ؟.. هل تحرص عباءات النفط على إخوتنا ممن أصابتهم بلوى أن يكونوا رعايا أنظمة فاسدة ومتخلفة ؟.. أم إنها لشدة ذكائها السياسي في قراءة الأحداث والتطورات ذهبت الى ما ذهبت اليه ؟!.

بالتأكيد لا علاقة للتساؤلات السابقة والمشابهة لها بما ذهبت اليه عباءات الجهل ومشيخات الفتنة ، لا لأنها لا تعرف الحرص على شرفها فكيف بها تعرفه على شعبها ، ولا لأنها تخطىء في تهجئة اسم العائلة التي تنتمي اليها، فكيف بها تجيد قراءة الأحداث السياسية ، بل لأن الأسباب التي دفعتها للذهاب الى ما ذهبت اليه تتعلق فقط بمستوى العمالة والتورط والانحطاط وقلة الشرف والأخلاق الذي بلغته .‏

اطلع العالم على الكثير من التجارب الأميركية والغربية في هذا الاتجاه (مطالبة الرعايا بالمغادرة ) حتى إن الشعوب باتت تترقب وقوع مصائب وحروب وكوارث هنا وهناك ايمانا منها بأن اليد الأميركية – الغربية – الاسرائيلية ستعبث أو تضرب في هذا البلد أو ذاك ، فهل تخرج دعوة ممالك وامارات النفط عن هذه القاعدة مع حفظ التباينات بين الحالتين في التفاصيل دون النتائج .‏

واضح أن عباءات الفتنة قد تلقت أمر عمليات جديداً لتفجير الفتنة في لبنان, وفي الشمال اللبناني تحديداً للتعويض عن كل الفشل الذي منيت به واشنطن وأدواتها – الرياض والدوحة وأنقرة – في اقامة المناطق العازلة لاستهداف سورية .‏

وواضح أن النافذة اللبنانية بقيت ورقتهم الأخيرة التي سيحرقها السوريون واللبنانيون معا مهما كان حجم التضحيات من أجل حفظ أمن واستقرار البلدين الشقيقين, ومهما كان عدد المغرر بهم والمنحرفين والمأجورين والمتطرفين الارهابيين .‏

لقد وصلت الرسالة الخليجية .. كما كان قد وصل السلاح والمال والفتاوى التكفيرية الفتنوية ، لكن هل سألت مشيخات النفط ماذا بعد الاصرار والتصميم الذي تبديه لاشعال الفتنة في الأمة ، وهل هم باقون على ايمانهم بأن الولايات والمتحدة واسرائيل ستعصمهم وستحمي بيوت العنكبوت السوداء التي بنتها لهم ؟!.‏

لقد فهم العالم – ومنه العالم الغربي – أن المراكب التي أحرقت بفعل فاعل بعد أن أقلت مشيخات النفط الى حيث هي لا بديل لها ولن يتوفر بعد اليوم .. ويفهم العالم ( الغرب ) أن المعركة التي يخوضها الخليجيون باتت معركتهم الأخيرة ، وهو يدفعهم اليها دفعا يضاف الى اندفاعهم الذاتي ربما ليتخلص منهم, وربما لأنه بات على يقين من أنها معركة خاسرة لكنه يريد – عبثا – أن يتيقن من أنه لن يدفع شيئا من تكاليفها سوى أنتم يا مشايخ الجهل .. وأنتم الأرخص في نظره وفي الواقع .‏

ali.na_66@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية