تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أصعب الأسئلة.. وإجابات هاربة!

شباب
الأحد 6-12-2015
غـانـم مـحـمـد

جاءني يتأبط الحيرة والأسئلة، يبحث لدى من يشبهه عن كلمة مواساة لا عن أجوبة لأسئلته الكثيرة..

كيف تصرف على أولادك في الجامعة وهل أمّنتَ مازوتاً أم حطباً، ما قصة فواتير الكهرباء المرتفعة مع أن زيارة التيار إلى منازلنا بالمناسبات فقط، هل بإمكانك أن تخفي ضعفك وعجزك دائماً على الأقل عن أبنائك؟‏

كل هذه الأسئلة لم تفاجئني، بل هي منتشرة على امتداد حياتنا في السنوات الأخيرة، ما جعلني أحتمي بخوف صاحبي هو ما عاجلني به قائلاً: إن كنتَ لا تقدر على تحمّل فاتورة المعيشة الصعبة فهل تقبل أن يضحي أحد أبنائك بمستقبله من أجل البقية؟‏

لا نريد لأي منكم أن تضيق به الحلول إلى هذه الدرجة وألا يكون التفريط بمستقبل الأبناء الدراسي من المخارج الضيقة لأوجاعنا التي لابدّ لها أن تنجلي...‏

نعمل كأهل قدر المستطاع - وهذا واجبنا - على وضع أبنائنا على السكة الصحيحة بحيث لا يهرب منهم مستقبلهم الذي حلموا به وتطلعوا إليه وفي الحالة العادية كانت تواجهنا مشكلات عدة كنّا نكتفي بالتأفف منها وبشيء من التقشف يمضي المركب إلى حيث يشتهي معظمنا أما الآن فقد تبدّل الوضع كثيراً وكل محاولات التدبير باءت بالفشل، ومن امتلك الجرأة منّا طلب من أبنائه شدّ الحزام قدر المستطاع كأن ينسخون المحاضرات بدل أن يشتروها وأن يستعيروا الأدوات بدل أن يقتنوها وفي أحسن الحالات أن يتشاركوا عليها..‏

هذه التفاصيل تضايقنا وتتعبنا حالياً وربما تفقدنا تركيزنا لكننا سنفخر لاحقاً أننا تغلبنا عليها وتجاوزناها ولم نفرّط تحت وطأتها بمستقبل أولادنا بل عبرنا بإرادتهم وبتحملهم إلى حيث يجب أن نكون ويكونوا...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية