تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«هوجة غرب» ...

البقعة الساخنة
الأحد 6-12-2015
ديب علي حسن

من نكد الدنيا ومفارقات التاريخ ما يجري الان على الساحة العالمية , وربما على الساحة الغربية تحديدا وتخصيصا , أن العدوان علينا يحاول التدمير والفتك واجتثاث الحضارة ,وتزييف التاريخ,

ونحن ندفع الثمن المادي ,ولكن الاصح ان النتائج الكارثية هي على الغرب وعلى تاريخه وما سوقه في العالم من مصطلحات ومفاهيم تاجر بها حينا من الدهر .‏

عدالة, حرية , ديمقراطية , حداثة ,وما في القائمة من بقايا صارت مجرد حبر على ورق ,وربما لو ان مفكريه وسياسيه الذين ارسوا هذه المصطلحات واطلقوها , كانوا على قيد الحياة لكفروا بكل ما نشروه , وعملوا من اجله , وسيكون سؤالهم الملح والاساس : لماذا انزلق الغرب الى هذه القاع وغرق في وحول التبعية وهو الذي يظن انه مركز الكون وقراره , بل كيف تساق باريس ولندن وبرلين ووو الى حظائر الابل وقرارتها في الربع الخالي ؟‏

الى هذه الدرجة من العماء الفكري والسياسي والانحطاط الاخلاقي وصل من بيده القرار السياسي هناك ,وكيف تاه المثقفون الغربيون والاعلاميون المطبلون والمزمرون وراءهم , ايحق فيهم المثل الشعبي (جدي لعب بعقل تيس ) ام انهم على مبدأ : رزق الهبل على المجانين؟ ولكن المعادلة هنا خاسرة تماما في طرفيها , فكلاهما الهبل والمجانين سيدفعان الثمن غالياً .‏

الهمروجة الغربية , وهوجتهم تجاه ما يجري,وادعاؤهم انهم يحاربون داعش اتت بعد ان افلت الشيطان الذي ربوه من عقاله وطالهم , ومع ذلك , فلا حاملات طائراتهم , ولابوارجهم ومهما عملوا فانهم سيبقون في ساحة اهدافه القادمة , فمن بمال النفط وسحته , وباع المبادئ والقيم , لاينفعه دوي قنبلة هنا , واطلاق صاروخ هناك , لابد من عمل حقيقي يجتث الفكر الارهابي ,وينسف من يحتضنه تماما وهمروجة الغرب هذه لا فائدة ترجى منها , ما دام رأس الافعى قابعا هناك في مهالك الخليج .‏

ان المرء ليشعر ان الغباء يجر بعضه بعضا , وكما الاعراب كانوا يقولون : عليهم , هاهو الغرب في المزلق نفسه , عليهم , ولكن ما نفع كل هذا مادام لجذر الخبيث موجوداً‏

d.hasan09@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية