|
نافذة على حدث وهي مثيرة للجدل لكون أحد عناوينها حماية حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول التي زارها بشكل مفاجئ فرانسوا هولاند ووزير دفاعه الجمعة أيضاً، بذريعة محاربة داعش، علاوة على أن الحاملة المذكورة ستتجه من شرق المتوسط إلى الخليج. فكيف ستحمي فرقاطة بحرية، إضافة إلى 1200 جندي ألماني، حاملة الطائرات ديغول من داعش وهي في عرض البحر؟! التحرك الأوروبي الذي عنوانه محاربة داعش جاء بناء على دعوة الرئيس الفرنسي لدول أوروبية الشهر الماضي بعد هجمات شهدتها باريس. وكأنها دعوة لرحلة صيد، ما دام الغرب الذي صنع داعش لم يستطع أن يحقق من خلالها أهدافه الاستعمارية. رئيس الوزراء البريطاني عاجل في شن أولى ضربات جوية في سورية بعد ساعات من تصديق مجلس العموم البريطاني عليها، أما الولايات المتحدة فضرباتها الجوية حاضرة مسبقاً، ولكن لم تأخذ محاربة داعش على محمل الجد، لأن حلفاءها قدموا المليارات لصناعة داعش، بعلم منها. والتحرك الغربي يأتي بذريعة الهجمات الإرهابية التي تقع في الغرب ليزعم المسؤولون الغربيون أن منفذيها جاؤوا من سورية! وآخرها عملية إطلاق النار في سان برنادينو حيث أعلنت صحيفة لوس أنجلس تايمز الجمعة أن منفذها على اتصال بجبهة النصرة التابعة للقاعدة في سورية وزوجته من تنظيم داعش. داعش ليبيا، داعش العراق، داعش بلاد الواق واق، على سلام ووئام تام وفي حالة مصالحة تامة مع الغرب! استقطابات العسكرة الغربية في المنطقة مؤشر على أن الغرب مستمر في حروبه الاستعمارية، والحضور العسكري له فيها اتخذ شكل قوات تدخل سريع ليس الهدف منه القضاء على الإرهاب. وثمة أدلة كثيرة على استهداف محور المقاومة وكذلك الدول المتضررة من السياسات الغربية، وخاصة أن جزءا من حرب الغرب عليها كان بتخفيض أسعار النفط. التضييق على إيران وروسيا ودعم عمليات السعودية في اليمن، أحد أهداف حاملة الطائرات الفرنسية ومجموعة الحماية الألمانية والتدخل البريطاني كذلك في هذا الإطار. وقد زعمت وزارة الخزانة الأميركية الجمعة أن واشنطن ستعمل على تجفيف منابع تمويل داعش وأن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة جديدة يوم 17 كانون الأول الجاري لهذا الغرض. هل يجب أن نصدق؟! |
|