تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أمطار حلب الأخيرة .. اختناقات مرورية وأضرار فادحة

مراسلون
الأثنين 13/10/2008
ودعت حلب شهر رمضان المبارك بعاصفة مطرية قوية, بلغت نسبة الهطل فيها /52/مم, نتج عنها تراكم كميات كبيرة من مياه الأمطار

في المناطق المنخفضة, والتي أدت بدورها إلى حدوث اختناقات مرورية في بعض شوارع المدينة, ومراكزها الرئيسية, حيث انقطعت حركة السير لساعات, إضافة إلى إلحاق الأضرار المادية الفادحة بالعديد من المحال التجارية والمكاتب في شارع فيصل, وسوق البركة بعد مستديرة شيحان, وغيرها العديد من بعض المحاور الأخرى, والتي تعرضت فيها العديد من الأقبية إلى دخول المياه, حيث تولت آليات الإطفاء والدفاع المدني شفط المياه منها...‏

خلال وجوده في غرفة العمليات لمتابعة الموضوع أكد الدكتور المهندس تامر الحجة محافظ حلب, أنه وبغية تخفيف الأضرار التي قد تنجم عن تزايد الهطولات المطرية وآثارها على سهول حلب الجنوبية, تم الإيعاز بإغلاق المياه المتدفقة في نهر قويق منذ الساعة التاسعة صباحاً لليوم الذي هطلت فيه الأمطار, مشيراً إلى أنه تم توجيه أعضاء المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة للقيام بجولات ميدانية في شوارع المدينة للإشراف على عمليات الإنقاذ وشفط المياه, حيث تم زج العديد من آليات فوج إطفاء حلب ومديرية الدفاع المدني, ومديرية الخدمات الفنية, والخزن والتسويق, إضافة إلى الكوادر العاملة في المديريات الخدمية التابعة لمجلس المدينة...‏

وفي اليوم التالي ترأس السيد محافظ حلب اجتماعاً لبحث نتائج العاصفة المطرية, حيث أكد على ضرورة الاستعداد الجيد لمثل هذه العواصف وخاصة أنها المرة الثانية التي تصيب حلب خلال سنتين من خلال إيجاد نقاط امتصاص للسيل القادم من الخارج في كل منطقة اختناق والاستفادة من انخفاض مجرى نهر قويق في تصريف الشوارع المجاورة عبر إنشاء خزان تجميعي يصب في النهر وتنفيذ هذه الإجراءات خلال الربع الأول من 2009 حكماً والقيام بصيانة فعلية لكل المصارف المطرية قبل دخول فصل الشتاء.‏

كما طلب إعداد قائمة بمراكز التحويل الكهربائية الموجودة في مناطق تجمع الأمطار والعمل على رفعها إلى مستوى سطح الأرض لتلافي حدوث تماس بينها وبين الماء, وتوجيه كتاب إلى شركة الدراسات يتضمن نقاط الاختناق الملاحظة بعد العاصفة المطرية ليتم لحظها في الدراسة التقييمية لشبكة الصرف الصحي.‏

أما الدكتور المهندس معن الشبلي رئيس مجلس المدينة فقد قدم تقريراً عن الإجراءات المتخذة أثناء العاصفة المطرية, مشيراً إلى أن مجلس المدينة قد باشر بعدد من المشاريع على أثر العاصفة المطرية السابقة والتي حصلت منذ سنتين, ولكن لم تنته بعد.‏

ما تمت الإشارة إليه من حلول وإجراءات في الاجتماع المنعقد في اليوم التالي للعاصفة, كلنا يعلمه, ولكن ما قيمته إذا لم يلتزم القائمون في الجهات المعنية بتنفيذه? وما أشار إليه رئيس مجلس المدينة يدل على أن هنالك تباطؤاً وتقاعساً واضحاًَ في تنفيذ المشاريع ومعالجة المشكلات الخدمية, فهل يعقل أنه ومنذ سنتين وحتى الآن لم يتمكن مجلس المدينة من معالجة المشكلة, والانتهاء منها, حتى تعود للظهور مرة ثانية, هل هو ضعف في الإمكانات المالية أم البشرية?‏

إن كان الضعف مالياً, فإننا نتساءل: أين تذهب الرسوم والضرائب التي تتم جبايتها من الإخوة المواطنين...‏

وإن كان بشرياً, فالسؤال لماذا لا يتم تعيين كوادر جديدة...‏

أما إن كان ذلك ضعفاً في ضمائر البعض, فمن أين نأتي بالضمير..?.‏

ومما حصل يتضح أن مشكلة الأمطار لم تؤخذ بعين الاعتبار, الأمر الذي يفرض علينا وضع هذه الحالة أمام السيد المحافظ, فربما يكون الأقدر على معالجة مشكلات القطاعات البلدية, ومحاسبة المقصرين في جميع مواقع المسؤولية, محاسبة حقيقية, ونتساءل: أين دور مجلس مدينة حلب...?‏

ولماذا التباطؤ في تنفيذ الخدمات? وماذا ينتظر المعنيون في مجلس المدينة, هل حتى تغرق حلب بأكملها, وتتعرض حياة أهلها للخطر...?‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية