تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كي تكون المدرسة - بيتنا الثاني-

مجتمع
الأثنين 13/10/2008
ابتسام هيفا

أيهما يأتي أولاً البيضة أم الدجاجة?

سؤال إذا ما طبق في المجال التربوي والتعليمي أصبح على الشكل التالي:‏

هل يصبح التلميذ متفوقاً لأنه يحب المدرسة? أم أنه يحب المدرسة لأنه تلميذ متفوق?.‏

هذا السؤال الذي يؤرق الأهل والباحثين في مجال التربية.‏

وجد جواباً في دراسة أمريكية حيث قام فريق من الباحثين التربويين عمل مع (200) طفل من الحضانات عند بداية العام الدراسي ونهايته وتوصل إلى النتائج التالية.‏

الأطفال الذين يحبون المدرسة يشاركون بشكل أفضل في مختلف نشاطاتها ويحرزون نتائج جيدة فيها.‏

ولا يهبط حب الأطفال للمدرسة على شكل وحي من السماء في قلوبهم, فكل من أدخل طفله المدرسة أو الروضة لأول مرة قد سمع وشهد سيمفونية من البكاء المتواصل في رياض الأطفال, وربما بكاء الأم..‏

فالطفل يعيش دخوله إلى المدرسة على شكل مأساة انفصال عن أمه, يخفف منها شيئاً فشيئاً إيقانه التدريجي أن هذا الانفصال سيكون مؤقتاً.. وأنه سيعود في آخر النهار إلى حضن أمه.‏

هذا يعني أن كل الأطفال, بلا استثناء يدخلون المدرسة وهم كارهون لها, فكيف يمكن تحويل هذا الكره إلى حب وبالتالي إلى نتائج دراسية جيدة?.‏

تقول الدراسة إن كل التجهيزات التربوية الحديثة التي تعم رياض الأطفال وبعض المدارس في أيامنا هذه لاتغني عن الأجواء الدافئة والآمنة التي يحتاجها الطفل ليستعيد طمأنينته النفسية خلال محنة الانفصال هذه التي يمر بها.‏

فالطفل لا يقوى على الاهتمام بالعالم المحيط به وبالتحصيل العلمي مالم يشعر بالاهتمام والدفء والكلمة الحلوة ليصل إلى بر الأمان.‏

فالمدرسة أو الحضانة هي البيت الثاني لنا كما يقولون فنتمنى أن تكون مدارسنا بالفعل لا بالقول - البيت الثاني- لأولادنا لكي نشعر نحن الأمهات والآباء بالطمأنينة على أولادنا وعلى حالتهم النفسية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية