تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سن اليأس.. خط النهاية.. أم بداية رحلة جديدة ?

مجتمع
الأثنين 13/10/2008
هزار عبود

الدكتور شربا : الإنسان كالشجرة التي يجب أن تمر بكل الفصول

الدكتورة ونوس: مرحلة ككل المراحل..‏

إن الحياة كالفصول يمر بها المرء بكل مراحلها ليصل إلى مرحلة يشعر بها أنه أعطى كل ما عنده للحياة وهو ما تشعر به معظم النساء عندما يصلن إلى سن الخمسين أي (سن اليأس) , حيث إنه لا يمكن للعمل أو النجاح أو الابن ذاته أن يمنحها الخلود.‏

ولكن بالمقابل هناك الكثير من النساء اللواتي يعشقن الحياة ويتشبثن بحبال الصبا إلى آخر نفس ويرغبن بالعيش بالشباب المتجدد والدائم.‏

( فكما يقولون الشباب هو شباب القلب والروح).‏

لكن ما الذي يجعل المرأة تشعر أن هذا السن هو ما قبل النهاية?‏

- وما تأثير توقف الطمث في هذه السن على المرأة?‏

- وهل عمليات التجميل يمكن أن تجعل المرأة أكثر شباباً في هذه السن?‏

تابعوا معنا الاستطلاع التالي:‏

السيدة هناء (موظفة):‏

كانوا يتحدثون دائماً عن سن اليأس الذي تصل إليه المرأة ولكني مررت بالخمسين ولم أشعر بذلك فلقد كانت اهتماماتي الأساسية تركز على مستقبل أولادي وعلى التجديد الدائم في مهنتي.‏

وأعتقد أن زوجي وأسرتي قد ساهموا بشكل كبير في ذلك وكما يقولون الشباب شباب القلب فطالما أن المحبة موجودة فهذا يجعل المرء محباً دائماً للحياة.‏

السيدة رندة ( معلمة) :‏

أنا أحب هذه التسمية أي ( سن اليأس) هذا يعني أنني في الخمسين من عمري وأحب دائماً أن أواكب الموضة بما يليق بي وأتردد إلى مراكز التجميل لأبقى بتجدد دائم فالحياة نعيشها مرة واحدة فلماذا لا نتمتع بها?‏

السيدة فاطمة (محررة) تقول:‏

يمكن للمرأة أن تحافظ على رونقها بشكل دائم عبر الثقة بالنفس والتفاؤل بالحياة ومن ناحية أخرى أن تمارس الرياضة وتحافظ على مستوى غذائي متوازن وصحي وهذا ما أفعله وأنصح به, ومع أنني دخلت في الخمسين إلا أنني أحب أن أبقى أنيقة دائماً بما يناسبني وإنني ضد عمليات التجميل فعلينا أن نمر بمراحل الحياة كما هي.‏

السيدة مريم (متقاعدة):‏

بالنسبة لي العمل هو الذي يجعلني بحيوية ونشاط دائمين فالعمل هو جوهرة القلب كما أن قوة الإرادة تلعب دوراً كبيراً في جعل المرأة بشباب دائم.‏

وأنا لا أهتم كثيراً بالشكل الخارجي ولكن هذا لا يعني انعدام الترتيب فالجمال هو جمال الروح.‏

أما السيدة تانيا( ربة منزل) فتقول:‏

أنا من مؤيدي عمليات التجميل لو كانت المرأة بحاجة إلى ذلك فأنا لا أحب الأناقة وأن أحافظ على شكلي بشكل دائم.‏

وعن هذه المرحلة المهمة التي تمر بها المرأة حدثتنا الدكتورة هالة ونوس اختصاصية نسائية حيث قالت:‏

إن اليأس : هو حادثة فيزيولوجية تتعلق بزوال الهرمونات المبيضية وتوقف الطمث عند المرأة.‏

وهذا السن ينقسم من حيث الفترة الزمنية إلى ثلاثة أقسام:‏

- قبل اليأس: هو الزمن الذي يسبق الاضطرابات , الطمث.‏

- مرحلة اليأس: الزمن الذي يشمل الاضطرابات السريرية.‏

- بعد اليأس: هو الفترة التي يبدأ فيها اليأس بعد سنة من انقطاع الطمث.‏

وسن اليأس عادةً يكون ما بين 40 إلى 50 سنة وفي هذه المرحلة تحدث تبدلات جسدية كثيرة منها الغدية والعضوية وتبدلات في الجلد والأشعار وتبدلات استقلابية ينتج عنها ارتفاع الكولسترول إضافة إلى شعور المرأة بما يسمى بالهبات الساخنة وهو شعور مفاجئ بارتفاع حراري في الوجه والصدر يترافق مع بقع احمرارية على الجلد وتحدث في الليل وتدوم ما بين نصف دقيقة إلى دقيقتين ولكن باعتقادي أنه يجب أن تكون المرأة في هذه المرحلة على دراية نفسية كاملة بأنها مرحلة ككل المراحل التي يمر بها المرء.‏

إن هذه الاضطرابات الجسدية التي حدثتنا عنها الدكتورة هالة والتي تحدث في هذه السن قد تؤثر كثيراً على نفسية المرأة حيث تحتاج إلى من يدعمها وهنا يمكن للزوج والأسرة أن يلعبوا دوراً مهماً جداً في رفع معنوياتها وتقدير كل ما تقوم به لأسرتها فالزوج هو السند الأساسي الذي يشعرها بأنوثتها ووجودها وهذا مهم جداً بالنسبة لها.‏

فالسيد منير ( كوافير) يقول:‏

إنني مع أن تبقى المرأة محافظة دائماً على جمالها وشبابها بشكل دائم وبالنسبة لي أحب أن أرى زوجتي دائماً جميلة وأنيقة.‏

أما السيد أيمن وهو ( مهندس) يقول:‏

أنا لم أرتبط بزوجتي من أجل شكلها فما كان ولا زال يهمني هو شخصيتها وحضورها وإصرارها الدائم على النجاح بالنسبة لعائلتها ومهنتها وهو الأهم بالنسبة لي.‏

والسيد جابر (متقاعد):‏

إن الجمال هو جمال النفس فأنا ما يهمني في زوجتي روحها الجميلة والبسيطة فأنا أشعرها دائماً أنها أجمل شيء حدث في حياتي.‏

ومن الناحية النفسية..‏

الدكتور جلال شربا وهو اختصاصي في الطب النفسي يقول:‏

إن سن اليأس يطلق على المرحلة التي تفقد فيها المرأة المقدرة على الانجاب ولكنني أعتقد أن هذه التسمية غير صحيحة لأن المرأة لها أدوار كثيرة في الحياة كزوجة وكأم و كعضو أساسي في المجتمع وليس فقط كامرأة تنجب.‏

وفي هذه المرحلة عموماً تصيب المرأة أعراض جسدية ناتجة عن اضطرابات هرمونية والذي يولد عند المرأة الشعور بالضيق والانزعاج والصداع الدائم واضطراب في الطباع بالاضافة إلى النشاط الزائد أو قلته.‏

وهنا يجب أن تكون هناك معالجة دوائية للاضطرابات الجسدية لهذه المرحلة, أما من الناحية النفسية ففي معظم الحالات التي صادفتها كنت أقوم بالتوعية في إطار تثقيفي أي أن أشرح للمراجعة بأنها مرحلة من مراحل تطور الحياة لا غير, وأريد التركيز على لجوء النساء في هذا السن إلى العيادات التجميلية بشكل كبير,يمكن أن يكون هذا الأمر شخصياً ولكن هذا الشيء غير صحيح فعلى المرأة أن تهتم بنفسيتها وأن تعيش مراحل العمر كما هي.‏

وللمحيط الاجتماعي دور مهم في منح المرأة الثقة بالنفس ولكن يجب أن يكون انطلاقاً من ثقة المرأة بنفسها وشعورها بأنه شيء طبيعي يحدث للإنسان بمرور الزمن.‏

وأريد التركيز على محورين مهمين:‏

المحور الأول: هو التوعية النفسية الاجتماعية للمرأة في هذا السن.‏

المحور الثاني: هو المعالجة الدوائية للأعراض الجسدية التي تصيب المرأة في هذه المرحلة.‏

أخيراً : يمكن القول إن الإنسان كالشجرة التي تمر بكل الفصول فعليه أن يمر بكل فصول العمر بإرادة قوية وثقة بالنفس وحب للحياة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية