|
شؤون ثقا فية وكان لي أن عشت معه أديبا وثقافيا.. حين جئت الى اتحاد الكتاب العرب حيث كان رئيسا لتحرير مجلة التراث العربي وقد أتاحت لي هذه المعايشة أن أتعرف إليه أستاذا ومفكرا روائيا ابداعيا وثقافيا.. وإن كنت أنسى لا أنسى أمرين اثنين عرفتهما فيه, الأول: اشاراته النابهة الى أمات الكتب في الإبداع وعلومه والثاني تواضعه الجمّ ومجالسته لبعض نصوصه وتصويباته التي لا تراها إلا عين رائية شديدة الحساسية والنفوذ. أتذكر هذا واستعيده وأنا مألوم برحيل أستاذي الكبير الدكتور عبد الكريم اليافي الذي كان كائنا معرفيا يشبه الينابيع من أين أتاه المرء أصاب الورد وتروّى وعاش في نعيم الظلال وبهجة الأسرار وأدرك ما لا يدركه عند الآخرين. رحيل الدكتور اليافي الذي ذاع صيته في بلاد العرب وبلاد الغرب خسارة معرفية لا تقدر بثمن ونكبة ثقافية شاسعة ومرجعية علمية لا تعوض. الآن جهة من جهات القلب تنخلع بعدما جهة سابقة برحيل الكبير محمود درويش ما أجملك يا استاذي لم تعرف إلا كبيرا وعايشناك كبيرا وها أنت تمضي مثل نهر معرفي إن عرف نبعه لا يعرف مصبه. |
|