|
|
شؤون ثقا فية فقد تخرج على يدي مجموعة كبيرة من الباحثين والمفكرين والأدباء والأساتذة الذين لعبوا أيضاً دوراً كبيراً في حياتنا السياسية والفكرية والأدبية كان رحمه الله موسوعياً في فكره وأدبه وأبحاثه ورؤاه وكان شاملاً في تفكيره وحضارياً في موضوعاته, استوعب العلوم والفلسفة والأدب والتطور الحضاري عند العرب والعالم في كتاباته ومقالاته ودراساته التي يصعب حصرها وتعدادها. علاقتي به تعود إلى أكثر من ثلاثين عاماً عندما تعرفت عليه من خلال عضويته في مجلس الآثار والمتاحف, ومن خلال مشاركاته معنا في العديد من المؤتمرات والندوات الملتقيات الثقافية والفكرية وأيضاً في العديد من اللجان التي ساهم فيها معنا حتى في آخر أيام حياته. كان دائماً راعياً لمسيرة الإنسان وحضارته وآثاره الموجودة في بلادنا منذ أقدم العصور وحتى وقتنا الراهن. كما التقيت به من خلال عضويته في الهيئة الاستشارية لمجلة المعرفة ومن خلال دراساته التي نشرت في هذه المجلة وغيرها من المجلات الأخرى في الوطن العربي. الحديث عن عبد الكريم اليافي هو حديث عن أكثر من ستين عاماً من العطاء والذاكرة المتقدة واللغة السليمة الواعية لأبعاد هذه اللغة فقد كان عضواً في مجمع اللغة العربية وكان أيضاً فاعلاً في كثير من المشاركات, وكان حاضر الوجود في كل عمل ثقافي له أبعاد حضارية وفكرية وثقافية. رحم الله مفكرنا وأديبنا الكبير الذي أثرى حياتنا بكل ما هو مبدع وخلاق وجميل, وسوف يستمر معنا في القادم من الأعوام مفكراًَ نيراً, أعماله ودراساته ستكون معنا لأنها كانت موسوعية ولأنها كانت ذات آفاق مستقبلية وباعتقادي أننا نحتاج إلى زمن طويل حتى نعوض هذا الفقدان الكبير المجسد في شخصه وهامته الفكرية والثقافية |
|
