|
شؤون ثقا فية لا نستطيع أن نحدد الزاوية لتي يمكن أن نكرم هذا الإنسان العظيم من خلالها فمجموعة من الزوايا الفكرية التي يمكن الدخول فيها إلى هذه الشخصية المتميزة في عالم الفكر المعاصر. لقد كان علماً في الأدب العربي والنقد وعلماً في الفلسفة الجمالية للأدب العربي, وكان علماً في العلوم المحضة فلقد توصل بكفاءته العالية واجتهاده الفذ للحصول على أعلى الشهادات في اختصاصات متنوعة كان في كل من هذه الاختصاصات موسوعة معرفية ما زالت هذه الموسوعات مرجعاً لجميع الباحثين من أساتذة وطلاب لم يغب الراحل المبدع الدكتور عبد الكريم اليافي عن ساحة الإعلام, كان دائماً نجماً في الحلقات الإذاعية والتلفزيونية يقدم آراءه بعفوية وتلقائية وكانت آراؤه المعمقة تقدم بأسلوبه السهل الواضح الشفاف. في حياته الاجتماعية كان يتمتع بالتواضع الكامل وباحترام الآخر وبالاعتراف به وكان يمزج الجد بالفكاهة فيدخل إلى قلوب المستمعين إليه والمتحدثين معه. كان صديقاً لي أتحاور معه في أمور علم الجمال , ففي الوقت الذي كنت أتحدث فيه عن علم الجمال الفني كان هو يتمم الحديث في موضوع علم الجمال الأدبي, وفي جميع المقابلات التي تشاركنا فيها في الشاشة الصغيرة كان فعلاً خير معين على التوفيق بين الأفكار وتقديمها للمتلقي واضحة سهلة. لم يغب الدكتور عبد الكريم اليافي حتى عن مجمع اللغة العربية. عبر مشاركة الفاعلة وآرائه الصائبة, كذلك تشهد له جامعة دمشق والجامعات العربية الأخرى التي درس فيها لا تزال تحتفظ بأصداء محاضراته التي ألقاها بأسلوبه الشيق المحبب, ورحم الله هذا الإنسان العلامة والذي كان دائماً كنزاً يلجأ إليه للاستزادة من مخزون أفكاره وعلمه. |
|