|
دراسات في استغلال واضح لما يسمى يوم الغفران اليهودي للاعتداء على الفلسطينيين سواء القاطنين في أراضي 1948 أو الرازحين تحت الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1967. و ما العبارات العنصرية التي أطلقها المسؤولون الاسرائيليون إلا دليل جديد على عمق العنصرية الصهيونية , التي لم تكتف بتشريد الفلسطينيين عن وطنهم , بل تسعى لنفي من تبقى منهم داخل الوطن في ملمح آخر أشد قسوة و ضراوة . فإسرائيل تمارس سياسة تمييز عنصري مدروس و ممنهج تجاه فلسطينيي 1948, حيث تتعامل مع هذه الأقلية بعنصرية فجة و صارخة و هي تصيغ ذلك في شكل قوانين عنصرية تطبقها بوحشية ضد فلسطينيي 1948. فلقد أصيب في أول يوم من حملة التحريض العنصري الصهيوني خمسة عشر فلسطينياً في عكا جراء اعتداءات قطعان المستوطنين الصهاينة الفاشين ضد السكان العرب. و لم تتورع تسيبي ليفني وزيرة الخارجية والمرشحة لتسلم رئاسة الوزراء من تحميل العرب المسؤولية عما حدث في عكا. أما النائب الاسرائيلي المغالي في التطرف ارييه الداد فقد ادعى أن العرب يرتكبون المذابح متجاهلاً أن الفاشيين من أبناء جلدته هم الذين هاجموا السائق الفلسطيني العائد إلى بيته و حاصروا منازل أقاربه و اعتدوا عليهم, مما أدى إلى جرح خمسة عشر فلسطينياً في الوقت الذي تقاعست فيه الشرطة الاسرائيلية عن منع الاعتداءات على الفلسطينيين و هو ما كان يحدث دائماً منذ إنشاء الكيان الصهيوني عام 1948 . ولم تكتف الشرطة بعدم حماية العرب من أعمال العنف ضدهم بل اتهمت الشاب الفلسطيني الذي كان يقود سيارته قاصداً بيته بأنه استفز اليهو د الذين قاموا بالتصدي له حسب مزاعم الشرطة. كما لم يتوان المتطرف اليميني افيغدور ليبرمان زعيم حزب «اسرائيل بيتنا من الدعوة إلى قمع عرب ال 48 الذين قالواإنهم يقومون بانتفاضة جديدة في قلب اسرائيل » إن وصم الصهيونية بالعنصرية هو صائب تماماً, فجذور القضية الفلسطينية و معاناة الشعب الفلسطيني التي تمتد عبر الزمن تعود إلى قيام اسرائيل فقد ابتدأت مأساة هذا الشعب العربي منذ وعد بلفور المشؤوم , و منذ بدء الهجرة اليهودية إلى فلسطين إبان الانتداب البريطاني. فقد استطاعت عصابات الصهاينة المسلحة مثل شتيرن و اراغون و غيرما بالمذابح المروعة التي ارتكبتها و بالقوة الغاشمة من طرد نحو 850 ألف فلسطينيي من وطنهم, و هم سكان أكثر من 526 مدينة و قرية فلسطينية, و هم يقتربون اليوم من ستة ملايين يعيشون في المنافي و ينتظرون تطبيق القرار الدولي194 القاضي بعودتهم إلى أراضيهم, أما من تبقى منهم في فلسطين بعد قيام اسرائيل فإنهم يعيشون في ظل قوانين اسرائيلية عنصرية و هم محرومون من حقوقهم كبشر يعيشون على أرضهم. فعلى سبيل المثال قتل منهم العشرات بعد خروجهم بمظاهرات سلمية عام 2000 عقب قيام الارهابي ارييل شارون و قطعان الصهاينة المحتلين باقتحام المسجد الأقصى , ليعبروا عن تضامنهم مع إخوانهم الفلسطينيين, و قبلها قتل المحتلون الاسرائيليون , عدداً منهم عندما دافعوا عن الأرض الفلسطينية في يوم أصبح يعرف بيوم الأرض. إن العنصرية الصهيونية لم تكتف باحتلال فلسطين و تشريد شعبها, بل تسعى لنفي و تهجير من تبقى من أبناء الشعب الفلسطينيي فيما بات يعرف بأراضي 1948 , استكمالاً لمشروع تهويد فلسطين بالكامل . وأحداث عكا تبرهن من جديد على أن هذا المخطط الاجرامي متواصل. فلطالما تم وصف فلسطيني ال48 بأنهم سرطان في جسد «إسرائيل» ولطالما دعا غلاة الصهاينة لذبحهم و التخلص منهم, أما من يعلن منهم ولاءه لشعبه الفلسطيني فيتم التضييق عليه و التهديد بسجنه, مثلما حدث مع المفكر العربي عزمي بشارة. ما يحدث في عكا و غيرها من مدن و بلدات فلسطين يقع اللوم فيه على العصابات اليهودية الفاشية التي تعمل ضد سكان المدينة العرب و بالتواطؤ الفاضح مع السلطات الاسرائيلية و هو ما أكد عليه العضو العربي في الكنيست محمد بركة لكن التجارب تؤكد أن العنصرية الصهيونية لن يكون مصيرها بأفضل من مصير العنصريين في جنوب افريقيا و في غيرها من بقاع الأرض. فالشعب الفلسطيني اليوم و كما كان بالأمس يرفض الخنوع للمحتلين و هو يجترح يومياً وسائل شتى للتخلص من الاحتلال البغيض. |
|