تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حصاد أميركا المرّ

دراسات
الأثنين 13/10/2008
أحمد برغل

شهور قليلة ويطوي جورج بوش واحداً من أكثر الفصول بشاعة وإثارة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية, فتطرفه وغروره وجنون العظمة التي امتلكته دفعته لإعلان الحروب عقب أحداث الحادي عشر من أيلول 2001,

فتسبب ذلك بالكثير من المآسي للعرب والمسلمين كما للأميركيين أنفسهم, وأضرت سياساته الطائشة والرعناء بمصالح بلاده ومصالح العديد من حلفائه.‏

فتحت مسميات ومبررات كاذبة ثبت بطلانها باعتراف الأميركيين أنفسهم, ارتكب جورج بوش أكبر جريمة بحق العرب من خلال غزوه للعراق وتدمير بناه التحتية وقتل مئات الآلاف من أبنائه الأبرياء عدا عن زرع الفتنة الطائفية والمذ,هبية بين أبناء الشعب الواحد وبذلك يكون قد حقق لأعداء بلاده وفي وقت قصير أكثر مما يتمنونه.‏

وهؤلاء الأعداء أو الراضون لسياسة الهيمنة الأميركية على مقدرات بلادهم والتحكم بمصيرهم ليسوا فقط بين العرب والمسلمين وإنما في آسيا وإفريقيا وأوروبا وأميركا اللاتينية وفي جميع أنحاء العالم دون استثناء.‏

لقد لعب جورج بوش الذي يفتقر إلى القيادة والواقع تحت تأثير المحافظين الجدد «أنصار اسرائيل» ومخططاتهم الإجرامية الهادفة للسيطرة على العالم دوراً سلبياً بحق بلاده, حيث طالت شروره الأميركيين كما العرب والمسلمين وغيرهم من شعوب المعمورة.‏

فتحت ذريعة حماية الأمريكيين, فتح هذا الملهم من السماء, كما يدعي جبهتين في العراق وأفغانستان باسم الشعب الأميركي ويحاول اليوم وقبل الرحيل فتح جبهة ثالثة في إيران ورابعة في القوقاز.‏

وبسبب فشله في العراق وأفغانستان خسرت أميركا أكثر من 500 مليار دولار خلال السنوات السبع الماضية وعادت طالبان والقاعدة لاستئناف عملياتهما ضد القوات الأميركية وقوات حلف الأطلسي المتواجدة في أفغانستان وتزايدت معها قدرتها في الميدان.‏

وفي العراق وصلت الخسائر البشرية الأميركية إلى 28 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى من بينهم أعداد كبيرة من المصابين بأمراض نفسية استناداً إلى مركز المحاربين القدامى الأميركي.‏

لم يكتف جورج بوش بذلك, بل استخدم السجون السرية والطائرة والعائمة حول العالم كله, وانتهك حقوق الإنسان ووافق على تعذيب السجناء المتهمين بالإرهاب وأبقى على معسكر الاعتقال في غوانتانامو في كوبا تحت ذريعة جعل العالم أكثر أمناً بعد أحداث أيلول 2001, فكانت النتيجة أن ازداد الإرهاب قوة وعدداً وبات العالم أقل أمناً وعمّت الفوضى والخراب وسادت شريعة الغاب في كل مكان دخله الأميركيون.‏

ففي العراق قتل ما يقارب مليوناً ونصف المليون جراء الغزو الأميركي وشرد الملايين داخل العراق وخارجه.‏

وفي أفغانستان قتل عدد لا يحصى من الأفغان الذين سفكت دماؤهم على أيدي المجرمين الأميركيين وحلفائهم جراء غزوات عدوانية, ما كان لها أن تقوم لها قائمة لولا أكاذيب نظام بوش وأساليب الخداع والتضليل التي مورست بشكل قذر.‏

ورغم افتضاح أمر تلك الأكاذيب التي شنت الحروب استناداً إليها ما زال المحافظون الجدد واللوبي الصهيوني وأباطرة السلاح وأصحاب الشركات الأمنية وشركات النفط الكبرى يدفعون بجورج بوش نحو الحرب وإقناعه بتحقيق النصر على الإرهابيين وفرض الهيمنة على العالم وإخضاعه لسيطرة الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل.‏

لكن جورج بوش تحول في نهاية ولايته إلى بطة عرجاء وباتت إدارته مشلولة وتأثيره لم يعد يتجاوز حدائق البيت الأبيض.‏

وهكذا فإن جورج بوش ومحافظيه الجدد الذين استغلوا أحداث الحادي عشر من أيلول مبرراً للسيطرة على العالم وفرض الهيمنة الكاملة عليه تحت ذريعة محاربة الإرهاب انتقلوا من فشل إلى آخر سواء في أفغانستان أم العراق ومن بعده الشرق الأوسط الكبير من خلال ما يسمونه الفوضى الخلاقة ونشر الفتن والحروب وتساقط حلفاء بوش الواحد تلو الآخر في الداخل. كما في الخارج وفشل في محاربة الإرهاب لأنه كان يحارب الإسلام كدين وليس المتطرفين من المسلمين.‏

وتأكد بما لا يدع مجالاً للشك لشعوب العالمين العربي والإسلامي أن جورج بوش الابن يمثل نموذجاً متطرفاً وحاقداً على كل عربي واسلامي ويداه ملطختان بدماء الأبرياء منهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية