|
يديعوت أحرونوت فمن الان فصاعدا جدير باليمين واليسار على حد سواء ألا يسمحوا لمن يتمسك بقرني الذبيحة على المذبح الأيديولوجي كي يتملص من نتائج الفساد العام في تأبين اولمرت لنهايته السياسية يجب عدم الاستخفاف به. فقد وعد الرجل في المقابلة مع ناحوم برنيع وشمعون شيفر بان يتخذ قرارات حاسمة ونزع من يدي خليفته أوراق المفاوضات مع سلطات رام الله, حين أعطاهم, مسبقا, كل شيء فهو يعترف انه اخطأ في أفكاره السياسية وفي أفعاله على مدى عشرات السنين , يقول من أجرى المقابلة معه. متى غير رأيه? ليس في 35 سنة من فكرة ولا حتى شبر واحد, ليس عندما كان رئيسا لبلدية القدس حين زرع مستوطنين في أماكن يقترح الان طردهم منها, ليس عندما ربط العاصمة بطريقين سريعين نحو البحر الميت والسامرة, وأيضا ليس في قيادة كديما الذي يرفض برنامجه التنازل حتى آخر ذرة. وإذا كان اخطأ في كل طريقه العام, فلعله مخطىء اليوم? وماذا حصل كي يبرر انقلابا هائلا كهذا السلام الذي جلبه اوسلو وفك الارتباط? وإذا كان دوما يساريا, وفقط الان خرج من الخزانة, فلماذا نصدق انه يتظاهر بكلامه?, لعلها التحقيقات الجنائية التي قال عنها: يستهدفونني... والزبد على الشفاة, نزعة فالتة من عقالها للانقضاض علي, حماسة واضحة مبيتة ووحشية لضربي, للتشهير بي, للمس بي دون رحمة ? ولكن من يصدقه بان مراقب الدولة, المستشار القانوني والشرطة يطاردونه بل وبمثل هذه الإبداعية? سألوه: ما هو مصدر الكراهية لك? فأجاب: لا ادري من سيشتري منه هذا الحكم الفكري المشوه, يعول عليه أيضا في المسائل الوطنية الوجودية, ومثله يستبعد باستخفاف رأي الأشخاص الأكثر مركزية في سياق اتخاذ القرارات في المواضيع الأكثر حساسية و حسما في الدولة , بأنهم المذنبون في أننا لم نصنع السلام لأربعين سنة مع الفلسطينيين والسوريين , بان كل شيء يسير عندهم على الدبابات وعلى الأرض وعلى المناطق المشرفة, وبدلا منهم سيفضل حدود معترف بها و قرارات رسمية للمؤسسات الدولية إذ ممن نحن نخاف? تلة واحدة أخرى? 100 م آخر?... أنا إنسان بلا مخاوف .اعترف باني ارتعد من الخوف من عديمي الخوف كأولمرت وخليفته شريكته في سياسة حتى الشبر الأخير كما أن التهور والوقاحة هما عدم الخوف من النوع الذي جلب لنا هزيمة في الحرب الأخيرة. بسبب الجرافات والتراكتورات الداهسة يريد اولمرت الانسحاب من القدس وهكذا يلمح للداهس التالي: أنت في الطريق السليم وماذا سيفعل عندما سيواصل التراكتور الدهس بعد ذلك? من يريد أن يصنع السلام في الشرق الأوسط ملزم بان يأخذ المخاطر أيضا . وربما العكس? عندما تكون هذه هي المخاطر , ألا يكون السلام انتحارا? الرجل الذي بدأ ولايته »ب: تعبنا من الانتصار« ينهيها برسالة مسالمة. في نظر وريثته في الائتلاف التالي نحن فيلا في الغابة الويل لها إذا ما حماها ذوو نزعة المسالمة. اولمرت كشف النقاب عن أن التخريب في الجهاز السلطوي, في المقاييس, في كل أنماط الحياة ينبع من أننا دولة بلا حدود حقا? فقط لأنه ليس لنا حدود في الشرق تلنسكي جلب له المغلفات? كم محزن, وكم مضحك. |
|