تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صوتان للشّاعر

الرسم بالكلمات
الأثنين 13/10/2008
عصام كنج الحلبي

الصّوت الأوّل:

أرتادُ أغنيتي‏

كسِكّيرٍ على الطّرقاتِ‏

لا ينتابُني‏

إلاّ خلاصةُ وهمِهِ اليوميّ‏

حينَ يراوغُ الأيّامَ في دورانِها‏

ويموجُ كالأشجارِ من ريحِ الغوايةِ‏

نازفاً آهاتِهِ كالنّايِ‏

يشدو مالِئاً قصبَ الحنينِ‏

مُقلّداً شدْويْ‏

أرتاحُ إذْ يرتاحُ من إغفائِهِ‏

وألمُّ عنه الذّكرياتِ‏

كأنّه ارتجلَ الأنينَ على مدى عينيهِ وهو ينامُ‏

مُضطجعاً على أحلامهِ العرجاءِ كالمسكينِ‏

تعروهُ السّكينةُ من أقلِّ الدّفء‏

إذْ ينساهُ باقي البردِ‏

كالأيقونةِ الخرساءِ في بهويْ‏

كالوهمِ يعتمرُ الأماني‏

ساهِماً في شهوةِ الأنهارِ‏

حينَ تصبُّ في مرآةِ نجمتِهِ‏

فيمشيْ‏

مُسْتدِلاًّ بي إلى صحرائِهِ‏

حيثُ المدى لا يحجبُ الصلواتِ‏

لا يرتاحُ فيهِ القلبُ منْ خصْبٍ‏

ولا يشتاقُ فيهِ الذّئبُ أن يعويْ‏

***‏

الصّوت الثّاني:‏

لا تعترفْ يا صاحبي‏

بمجازكَ العبثيّ للأشياءِ‏

أو لا تنْتبهْ‏

لسلالةِ الأحلامِ حينَ تنامُ في برّيةِ المعنى‏

وخَلِّ الشّعرَ عنكَ‏

إذا تلظّى روحُكَ المخمورُ بالأشواقِ‏

وارجعْ‏

ناذراً قلبَ الصّباباتِ الهزيلِ‏

لفتنةٍ سَكبتْ عليكَ زلالَها الأزليّ‏

فاشتعلَتْ بكَ الأيّامُ ما خبّاْتَ منْ ظمَأٍ‏

وما ستُميطُهُ الأيّامُ عنكَ إذا انتبهْتَ‏

وخَاتلِ الطّرقاتِ في إيحائِها الأبديّ‏

إمّا نحو خاتمةِ الأمورِ على مدارِ الوهمِ‏

أو نحويْ‏

في آخرِ العمْرِ‏

اعترِفْ لمشيئةٍ ما‏

أنّ ليلاً ما‏

يفتّشُ عن سماءٍ ما‏

تزفّ لكَ النّجومَ‏

وتشتهي قمراً لديكَ‏

وليسَ يَملِكُ أنْ يُطاوِلَ حُسْنَكَ العاليْ‏

فلا ينويْ‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية