تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من الذاكرة الجولانية ..!! »البطيحة«

الجولان في القلب
الأثنين 13/10/2008
اسماعيل جرادات

في متابعة للذاكرة الجولانية, هذه الذاكرة التي لم نبتدعها من بنات أفكارنا, إنما حقيقة واقعة عشناها... نعرف كل شبر من تراب جولاننا الحبيب.... ما زالت سهوله ووديانه وأشجاره المترامية فوق التلال.... أنهاره وينابيعه المتربعة على كل شبر من أراضيه, كلها مازالت عالقة في الذاكرة.

اليوم تعود بنا الذاكرة إلى قرية جميلة تتربع على ضفاف بحيرة غالية على قلوبنا جميعاً... هذه القرية التي بقيت صامدة حتى آخر لحظة من لحظات الاحتلال الصهيوني لجولاننا عام 1967إنهاقرية »البطيحة«.‏

قرية »البطيحة« غالبية سكانها من أبناء عشيرة »التلاوية« هذه العشيرة التي لها باع طويل في النضال ومقاومة الصهاينة قبل عام 1967 حيث كان سكان القرية يتعرضون لاعتداءات كثيرة من الصهاينة بغية سيطرتهم على كامل مياه »بحيرة طبريا« التي تتغذى من مياه نهر الشريعة أو ما يسمى نهر الأردن, إضافة لمياه الوديان والأنهار التي تصب جميعها في تلك البحيرة...‏

كما قلنا أهالي هذه القرية في غالبيتهم من أبناء عشيرة »التلاوية« ويعتاشون من الزراعة ورعي الأغنام.... وهم أناس طيبون لهم مع جيرانهم من سكان القرى المجاورة علاقات متميزة تجمعهم رابطة القرابة والصداقة والأخوة والنسب »التزاوج«.‏

قرية »البطيحة« هي القرية المحاذية لقرية الحمة السورية, وتقابل قرية طبريا الفلسطينية.‏

اشتهر سكان البطيحة بزراعة الموز, نظراً للمناخ الذي تتميز به عن غيرها من قرى الجولان, هذا بالإضافة إلى كون سكان القرية كانوا يعتاشون من صيد السمك من بحيرة طبريا...‏

العادات والتقاليد في تلك القرية تكاد تكون نفس عادات وتقاليد بقية قرى الجولان. في قرية البطيحة مدرسة ليس فقط لسكانها, إنما لبعض سكان القرى الصغيرة المجاورة لها.‏

ولما كانت قرية البطيحة تقع ضمن خط غور الأردن, هذا الخط الذي يتميز بحرارته الشديدة, الأمر الذي أوجد مزروعات في تلك القرية لها علاقة بالمناخ.‏

كما قلنا أبناء تلك القرية كما أبناء بقية قرى الجولان, قاوموا المحتل الصهيوني مقاومة الأبطال المدافعين عن أرضهم وكرامتهم, وسقط منهم الكثير من الشهداء, كونهم خط المواجهة الأول مع العدو قبل عدوان حزيران عام 1967, وكما قلنا أيضاً كانوا يواجهون الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة قبل ذلك التاريخ, حيث التحق العديد من شباب القرية فيما يسمى بالمقاومة الشعبية, آخذين على عاتقهم مواجهة العدو الصهيوني ومحاولاته المتكررة..‏

وهم يتوقون إلى اليوم الذي تعود قريتهم إلى الوطن الأم سورية مع باقي قرى الجولان الحبيب.‏

وإذا كنا نتحدث عن المواجهات التي كانت تتم بين الجولانيين قبل عام 1967 مع العدو الصهيوني, فإننا نقف بإجلال واحترام أمام كل القرى الحدودية التي كان لكل قرية من هذه القرى حكاية مع هذا العدو الغادر... هي حكاية مواجهة, كان في كل واحدة منها يجد صلابة الرجال في الدفاع عن أرضهم ووطنهم وعزتهم وكرامتهم, لأن الجولان سيبقى عربياً سورياً إلى أبد الآبدين..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية