تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ببساطة ..!

بالقطع السوري
الأثنين 13/10/2008
علي محمود جديد

كنا نشتكي كثيراً فيما سبق من الصعوبات التي تضعها الدولة في وجه مواطنيها وقتما يريدون أن يحصلوا على قرضٍ من هذا المصرف أو ذاك , ولاسيما من مصرف التسليف الشعبي , لأنَّ زبائنه في الغالب من ذوي الدخل المحدود , فهم يكثرون من الكلام وتناقُل الأحاديث , في الأوساط الشعبية عن كل مايحصل لهم , لاسيما في الفترة الذهبية , أي عند الحصول على القرض , وبدء مرحلة الاستمتاع بصرفه .‏

وكانت أهم تلك الصعوبات - ولاتزال طبعاً - هي التشدّد في الضمانات , وكنّا نستغرب فعلاً لماذا يُبالغ المصرف في مسألة الضمانات هذه , فراتب العامل في الدولة وحده كافٍ لضمان التسديد , فلماذا يعمدُ البنك إلى إلزام المتعامل بإحضار كفيل أو كفيلين - تبعاً لسنوات الخدمة - من أجل تعزيز ضمانات التسديد , رغم أنَّ الراتب وحده يضمن تسديداً قوياً وبامتياز , باعتبار أنَّ تحويل الأقساط تتم عبر القنوات الحكومية , فمحاسب الإدارة يحسم القسط من رأس كوم الراتب .‏‏

ولكننا الآن , وبعد هذا الذي نراه من انهيارات مصرفية ومالية واستثمارية , تلفُّ العالم , ناجمة بالأصل عن التراخي في مسألة الضمانات , بتنا نعرف , ونُدرك أهمية وصوابية ذلك التشدُّد الذي تبديه مصارفنا الحكومية تجاه ضمانات القروض , وكم من واجبنا أنْ نتمنى - بعد اليوم - استمرار مثل هذا التشدّد , درءاً لوقوع مصارفنا في مثل هذه الانهيارات المرعبة .‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية