محكومون بالرحيل..
رؤية الأثنين 13/10/2008 ديب علي حسن محكومون بالرحيل أمر لا مناص منه, وحقيقة لا يختلف عليها اثنان, ولادة وعمل ورحيل , ولكن شتان ما بين رحيل وآخر , مابين رحلة عمر تعاش كلها عملاً وتحصيلاً ومن ثم عطاء وابداعاً في مجالات الفكر كلها, ورحلة لا تعني إلا عدداً من الايام والشهور والسنين وكأنها هباء منثور أو كلمات كتبت على رمل في مهب الريح.
رحل ( اليافي) ومن قبله محمود درويش وعبد الله عبد الدائم ومن قبلهم قائمة كبيرة.. راحلون يفجعنا رحيلهم ويؤلمنا , ومواساتنا أنهم باقون فيما قدموه وابدعوا ( اليافي) الذي بدأ طبيباً وانتهى حكيماً بدلالات الكلمة كلها جمع بين معارف شتى واطلع على العلوم التطبيقية والنظرية, واذا به يكتب العلم بلغة الادب, ويقدم دراسات وبحوثاً اصلية لم يسبقه اليها أحد .. في الفيزياء كتب وفي الفلسفة وزاوج بين الاثنتين .. في الفلسفة والادب والنقد .. حقق شهرة مدوية وشارك في مؤتمرات علمية وادبية وفكرية كثيرة , وعلي يديه تخرج الآلاف من الطلاب, قرأ التراث العربي بالعين الناقدة عرى الكثير من الشوائب وأضاء محطات لم نكن نهتم بها, فإذا به يقدمها بأبهى صورة, يكشف ويحلل ويدعو الى جدلية بين الماضي والحاضر لتصنع المستقبل, مستقبل تصنعه قوة المعرفة معرفة نظرية وعملية , علوم تطبيقية ورؤى انسانية( اليافي) علامة يرحل جسداً ويبقى حكمة وابداعا وتواصلا.
|