|
البقعة الساخنة صحيح أن أميركا بدلا من أن تقود العالم إلى الازدهار والأمن تتجه فيه إلى الهاوية ولكن ليست وحدها المسؤولة عن الأزمات التي تعصف بالعالم وآخرها الأزمة المالية التي فتكت بمدخرات الطبقة الوسطى ومن تجرأ من الفقراء على الدخول في عالم المال بين ليلة وضحاها, بل تشاركها المسؤولية تلك الدول التي ساندتها وسايرتها ووقفت إلى جانبها لتغرق في مستنقعات عديدة وتغرق العالم معها في مشكلات لا يمكن حلها أو تجاوز عواقبها في سنوات عديدة. الأمر المهم أن العالم اكتشف مبكرا فشل أميركا في امكانية قيادته ولكن يجب أن لا تنجو إدارة بوش بفعلتها وكأن شيئا لم يحصل .. فقواعد الديمقراطية التي يتغنى بها الغرب تقتضي أن يذهب بوش وطاقمه إلى المحاسبة وأقواس المحاكم. فالأموال التي ضاعت بين ليلة وضحاها بفعل الجشع الاميركي للسيطرة على مقدرات العالم وغياب الآلية الرقابية على المؤسسات الاميركية والأرواح البريئة التي سقطت في العراق وافغانستان وباقي العالم بفعل السياسة الاميركية الحمقاء بغير حق تنشأ لها المحاكم الجنائية والدولية. ما نراه على الأقل حتى الان أن الرئيس الاميركي جورج بوش و إدارته وكأن لاعلاقة لهم بما يحصل والمؤسف اكثر أن هناك بعض الدول لا تزال تحاول ايجاد مخارج لهذه الادارة, ضاربة عرض الحائط بالأخطار الناجمة عن الوضع الذي تسببت به على المستوى الدولي وفي كل الاتجاهات. لاشك أن الولايات المتحدة يجب أن تتحمل القسط الاكبر في مواجهة الأزمة المالية ولكن يجب ألا يشكل ذلك مخرجا لهذه الإدارة من المحاسبة والملاحقة القانونية والدولية. فالنظام الديمقراطي الغربي على المحك كما هي الرأسمالية والتهم التي تلاحق هذه الإدارة لا تقتصر على الداخل الأميركي حتى يصمت عنها العالم. |
|