تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بشائر المصالحة

حدث وتعليق
الأثنين 13/10/2008
عدنان علي

تأتي زيارة الرئيس محمود عباس إلى دمشق في وقت لاحت بشائر طيبة من الحوارات الفلسطينية في القاهرة بشأن قرب التوصل إلى اتفاق بين الفصيلين الرئيسيين في الساحة الفلسطينية حماس وفتح وفق اعلانات صادرة عن كلا الجانبين.

والرئيس عباس الذي زار دمشق آخر مرة في تموز الماضي يتوخى من هذه الزيارة أيضاً, ومن مجمل جولته الحالية,تأمين دعم عربي للوضع الفلسطيني عموماً بشقيه التفاوضي مع إسرائيل والداخلي باتجاه انجاز المصالحة الفلسطينية التي ظلت تبدو مستعصية على نحو يثير الاستغراب لدى عموم الشعب الفلسطيني.‏

وبينما قال الرئيس عباس في تصريحاته لدى وصوله إلى دمشق ان الحوارات في القاهرة وصلت إلى مرحلة متقدمة, أكد القيادي في حركة حماس محمود الزهار انه تم التوافق على العديد من العناوين الهامة يأتي في طليعتها تشكيل حكومة انتقالية وإعادة هيكلة الاجهزة الأمنية على أسس مهنية برعاية عربية إلى جانب هيكلة منظمة التحرير الفلسطيني.‏

وهذا التوافق الذي طال انتظاره لابد ان يثلج صدر الشعب الفلسطيني مثلما يحرم اسرائيل من فرصتها التي امتدت طويلاً وهي تقطف ثمار هذا الافتراق الفلسطيني,حيث امكنها ان تمضي بارتياح في خططها الرامية لتكثيف الاستيطان في مجمل الضفة الغربية بما في ذلك القدس.‏

بينما الفلسطينيون إما محاصرون في غزة يصارعون على لقمة الخبز وجرعة الدواء, أو يفاوضون في رام الله من موقع ضعف باعتبار التفاوض هو خيارهم الوحيد,وهو ما تدركه اسرائيل وتستثمره جيداً, بل ان مسؤوليها اتخذوا من هذا الوضع ذريعة طوال الوقت للتهرب من الوصول إلى اتفاقات جدية مع الطرف الفلسطيني المفاوض ولم يتوانوا عن القول جهاراً بأن مفاوضيهم غير مؤهلين لتنفيذ مايتم الاتفاق معهم عليه لانهم لايمثلون سوى فئة محدودة من الشعب الفلسطيني.‏

لقد اعلنت سورية مرات كثيرة حرصها على تحقيق الوحدة بين الفلسطينيين واستعدادها لبذل كل جهد ممكن لتحقيق المصالحة الفلسطينية على خلفية مسؤولياتها القومية وكونها تتسلم حالياً رئاسة القمة العربية, لكن الجهد الاساسي المطلوب يظل مصدره الفلسطينيون أنفسهم حيث لايمكن لاية جهود أن تثمر إذا لم تقابل بالتفاعل المطلوب من جانب الاطراف المعنية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية