تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأرنب والسلحفاة

أبجد هوز
الأثنين 13/10/2008
معتصم دالاتي

سخر الأرنب من السلحفاة ومشيتها البطيئة لم تسكت السلحفاة على الإهانة فقالت له أنت شاطر بطق الحنك وبقضم أسنانك على الفاضي والمليان .

وبعد أخذ ورد من هذا وتلك اتفقا على التحدي في سباق المئة متر وحددا ساعة الصفر, وأخبر كل واحد المقربين منه لحضور الحفل, ولأن الإنسان يدس أنفه في كل شيء ويعتبر نفسه وصيا على باقي المخلوقات وأكثر فهما منها فقد حضر المسابقة وجاء في بنطلون الشورت وقميص النصف كم والصفارة المدندلة على كرشه إضافة إلى بعض البطاقات الحمراء والصفراء.‏

الحيوانات الحاضرة أخذت الإنسان على قد عقله وقالت له تفضل بإدارة وتحكيم المباراة, فأخذ وضعية الحكم في مباريات الفطبول ووضع الصافرة في فمه ثم نفخ فيها معلنا بدء السباق.‏

كعادتها بدأت السلحفاة مشيتها البطيئة والمستقيمة الجادة, وكعادته كان الأرنب مشغولا بتحريك فكيه, وفجأة تنبه للموضوع فنظر باتجاه الشبك أو الهدف وإذا بالسلحفاة على بعد بضعة أمتار منه وهو في مكانه, فما كان منه إلا أن بدأ بالقفز السريع, كل نطة بمتر أو أكثر, وإذا به يخرق الشبك ومازالت السلحفاة على مسافة لا بأس بها من الهدف, صفق الجميع للأرنب, وأعلن الإنسان أبو صفيرة فوز الأرنب, لكن السلحفاة اعترضت بأن خطأ ما قد حصل.‏

فطلبوا تبيان الخطأ فقالت ألا تذكرون أنهم في صفوف المدارس الابتدائية قد علمونا أن السلحفاة بسبب جديتها هي التي تفوز على الأرنب, ثم أضافت إن هذا موثق في الكتب أجاب الجميع والله صحيح, لكن الأرنب قال إن الواقع غير ذلك, والأمر شوفة عينكم.‏

ما رأيك يا أبو صفيرة? أخذ أبو صفيرة صفنة طويلة كان خلالها يحكي مع حاله فعلى ما يبدو أن الإنسان المعاصر يحكي مع حاله أكثر مما يحكي مع الأخرين, وقد توصل أخيرا مع حاله إلى أن كثيرا مما قرأناه وحفظناه من الكتب قد زرع في رؤوسنا الكثير من المسلمات معظمها غلط بغلط وتجليط بتجليط.. فقد نذكر كثيرا من الأشخاص ممن كانت لديهم موهبة القفز وقد حققوا بهذه الموهبة من الثروة والجاه والصفقات والشركات ما لا يمكن أن يخطر على بال الآخرين من مستقيمي المشي الجاد.‏

ملاحظة: لقد أطلق المصريون المعاصرون مصطلح لحلوح على الجنيه, وباكو على الألف جنيه, والأرنب على المليون, ترى هل يمكن الربط ما بين قفزات الأرنب السريعة وبين الحصول السريع على الملايين?.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية