|
الثورة وأنه أيً كان الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الرابع من تشرين الثاني القادم ستبدأ مرحلة سياسية جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية, وأن سياسة الحقبة الريغانية التي بدأت منذ ثلاثين عاماً وصلت الى نهايتها مع الأزمة المالية العالمية الراهنة والحرب على العراق. وقال فوكوياما لقد بدأ الأمريكيون يتساءلون لماذا يتوجب عليهم دفع مبالغ هائلة لانقاذ النظام الاقتصادي وقلائل هم الذين يتساءلون عن الخسائر والاساءات التي سيلحقها الانهيار المالي بمكانة وسمعة أمريكا, وأن الأفكار هي أهم ما صدرته أمريكا الى العالم,إذ إن فكرتين أساسيتين سيطرتا على العالم: أولاهما رؤية ثابتة للرأسمالية تقوم على ضرورة عدم تدخل الدول في النشاط الاقتصادي وذلك يشكل محركاً للنمو الاقتصادي ليس في أمريكا بل في العالم كله, وثانيهما أن أمريكا بطلة الديمقراطية الليبرالية وأنها أفضل من يرسم الطريق نحو نظام عالمي مزدهر ومنفتح وفي مقال لفوكو ياما نشرته صحيفة نيوزويك بعنوان (انهيار أمريكا كمؤسسة) يعترف بأن العديد من مفاهيم الرأسمالية قد سقطت مع انهيار كبرى المؤسسات المالية في وول ستريت والذي تسبب في أكبر أزمة مالية يشهدها العالم منذ الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي. فوكو ياما الذي يعد أحد منظري المحافظين يقول أنه بعد أحداث الحادي عشر من أيلول بدأت البلاد تحصد نتائج سياسة انفاق الأموال على حربي الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان الأمر الذي تسبب في عجز مالي كبير وصل العام الماضي الى 700 مليار دولار. وعاجلاً أم آجلاً سيصل الأجانب إلى نتيجة مفادها أن الولايات المتحدة ليست المكان الأنسب لوضع أموالهم في بنوكها وهبوط سعر الدولار ما هو إلا مؤشر لوصولنا لهذه النقطة وجاءت حرب العراق وطريقة التعامل مع الاعصار كاترينا ليكشفا بشكل جلي مظاهر ضعف القطاع العام الاقتصادي وهزالة الحكومة المركزية. وهناك مشكلة اخرى الا وهي الديمقراطية , فالولايات المتحدة طالما تغنت بالديمقراطية وقدرتها على مساعدة الشعوب الاخرى للوصول اليها, الامر الذي لم يكن مثار خلاف قبل اقدام بوش على غزو العراق تحت غطاء نشر الديمقراطية , ماجعل الكثيرين يرون في مصطلح الديمقراطية شيفرة من اجل التدخل العسكري وتغيير الانظمة فضلا عن ان الفوضى التي حلت بالعراق لم تقدم اي مساعدة لصورة الديمقراطية التي فقدت مصداقيتها بتحيز امريكا لانظمة دون اخرى , كما ان النمط الامريكي قد اسيء اليه كثيرا جراء استخدام ادارة بوش اسلوب التعذيب بعد احداث ايلول , فسجنا غوانتانامو وابو غريب حلا بدل تمثال الحرية في امريكا في أعين معظم سكان العالم. وعالميا , لن تتمكن الولايات المتحدة من الحفاظ على مكانتها التي تمتعت بها فيما سبق, وهو ماكشفه النزاع الروسي الجورجي في السابع من اب الماضي كما ان قدرتها على صياغة الاقتصاد العالمي من خلال المعاهدات التجارية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ستكون ضعيفة وستضعف معها مواردها المالية ايضا, وكثير من دول العالم لن ترحب بالافكار الامريكية والنصح وحتى المساعدات المالية. الثورة تنشر المقال كاملا .. بعد غد |
|