|
وكالات - الثورة كانت محتومة بالفشل الذريع، وتأتي استقالة المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جايسون غرينبلات، الذي يعد أحد أبرز المسؤولين عن صياغة «الصفقة» لتؤكد حقيقة راسخة بأن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا يمكن التفريط بها، أو التنازل عنها تحت أي مسمى كان. وفي التفاصيل: أعلن ترامب استقالة غرينبلات، وقال في تغريدة له عبر حسابه على موقع تويتر: «بعدما قارب الثلاث سنوات من وجوده ضمن فريق إدارتي، سيترك جايسون غرينبلات منصبه في البيت الأبيض، من أجل الانتقال للعمل في القطاع الخاص على حد قوله. وأضاف ترامب: كان جيسون صديقاً مخلصاً ورائعاً أيضاً، ومحامياً رائعاً.. لن ينسى أحد تفانيه من أجل «إسرائيل»، والسعي إلى تحقيق السلام بين «إسرائيل» وفلسطين. وتأتي استقالة غرينبلات المفاجئة قبيل الموعد المرتقب لإعلان الإدارة الأميركية عن الشق السياسي لـ»صفقة القرن»، الذي سيتم الإعلان عنه بعد انتخابات الكنيست لدى الكيان الصهيوني المقررة في 17 أيلول الجاري. حركة فتح الفلسطينية أكدت في هذا السياق أن استقالة غرينبلات، ليست نهاية «صفقة القرن»، ولكنها إقرار صريح من الإدارة الأميركية بأنها تواجه عقبات . وقالت الحركة في بيان إن هذه الاستقالة تشير إلى أن «المبعوثين الهواة»، لم يعد بإمكانهم مواجهة العقبات التي تقف في وجه واشنطن ومخططاتها، مشيرة إلى أنه آن الآوان لكي تقر إدارة ترامب، بفشل خطته المعروفة بـ «صفقة القرن»، وأن تخرج من المأزق الذي حشرها فيه نتنياهو. وتعهدت فتح بأن لا يمر أي مشروع يتنكر لحل الدولتين ويتجاوز الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وقد قلل المتحدث باسم حركة «فتح» زياد خليل أبو زياد من شأن استقالة غرينبلات، وقال في مداخلة إذاعية عبر راديو «سبوتنيك» أن»ما قام به غرينبلات في إطار إعداد خطة أميركية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين سبب ضررا كبيرا بين الإدارة الأميركية وفلسطين وحقق رغبة نتنياهو بالسعي لتهويد القدس والتعدي على حقوق الفلسطينيين وخاصة حق عودة اللاجئين وهذا ما يخدم اليمين المتطرف. وأشار أبو زياد إلى أن ما يسمى صفقة القرن فشلت منذ اليوم الأول لإعلانها لأن غرينبلات وكبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر لم يفهما أن ما يحدث يضر المنطقة وبأمن إسرائيل ويؤثر أيضا على أميركا والدليل فشل مؤتمر البحرين الذي لم يشارك فيه الفلسطينيون والكثير من الدول العربية. وأبدى المتحدث الدولي باسم حركة فتح استغرابه من تصريح ترامب بأن الفلسطينيين يوافقون على «صفقة القرن» لأنهم يريدون المال وهذا كلام خطأ، مؤكدا أنه بوجود غرينبلات أو باستقالته لن يقبل الفلسطينيون بالصفقات المشبوهة. وأكد أن القيادة الفلسطينية تنسق مع روسيا ودول الاتحاد الأوروبي من أجل توضيح الصورة وما يفعله المستوطنون الإسرائيليون من انتهاك متكرر للمسجد الأقصى مشيدا بصمود الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة. يذكر أن إدارة ترامب أجلت عدة مرات الإعلان عن الشق السياسي لـ»صفقة القرن»، على خلفية التطورات السياسية في الكيان الصهيوني، إضافة إلى الرفض القاطع للعمل بها من قبل الأطراف الفلسطينية، التي سبق أن قاطعت ورشة العمل «السلام من أجل الازدهار» في البحرين، والتي انعقدت بين 25 و 26 حزيران الماضي، تحت عنوان «ورشة المنامة الاقتصادية» بمبادرة الولايات المتحدة، والتي تضمنت إغراءات اقتصادية للفلسطينيين. وكشف جاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب أن «صفقة القرن» تتضمن استثمارات بـ50 مليار دولار للفلسطينيين. في المقابل أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن «صفقة القرن انتهت، وقال إنه لا يوجد أي شيء يمكن التفاوض عليه بعد إعلان الولايات المتحدة القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي». |
|