|
نافذة على حدث وأن أحد أسباب الخلل فيما يجري في عالم اليوم ، هو تركيز القوى العظمى على المال والاقتصاد والاستهانة بالهوية الثقافية والدينية والأفاق الروحية للشعوب. بالمقابل ، أظهرت ردود الأفعال الغاضبة في كل الدول الإسلامية أن الشعوب اليوم تسير قبل حكوماتها وليس خلفها ، وعلى عكس ما أظهره زعماء العديد من البلدان الإسلامية من تردد يدعم المواقف المتشددة لزعماء التمييز العنصري في الغرب،ويشجعها على الاستهانة بالإسلام والمسلمين. ولكن الحقيقة الأهم هي أن كل الذين يتمتعون بشعور المسؤولية أدركوا أن العالم يقترب من لحظة خطيرة في تاريخه نتيجة السياسات الغربية المتخذة، منذ أحداث الحادي عشر من أيلول، وهنا لابد من الإشارة إلى بعض النقاط المهمة في هذا الخصوص: أولاً : أن الغرب الذي يعتمد على الاستشراق في الأدب ، وعلى الأفلام العنصرية في فهمه للإسلام، ينظر للمسلمين بموشور الخوف وعدم الثقة وعدم الاحترام و عدم المساواة في الكرامة الإنسانية ، رغم كل التصريحات التي تحاول التأكيد على الاحترام المتبادل والمساواة والحوار. ثانياً: ثمة مصادر مغرضة تؤمن باستراتيجية صراع الحضارات في العالم تبث معلومات مضللة وتركز على السلبي في المجتمعات الإسلامية ، وتصف المسلمين وقيمهم وأخلاقهم ودينهم بأسوأ الأوصاف ، ولا توجد بالمقابل صحافة حرة قادرة على تصحيح هذه الصورةالمشوهة عمداً وابراز مكامن من الخطأ والتضليل في كل ما يقال وينشر. ثالثاً : أن أسباب الكراهية الغربية الرسمية ضد العرب والمسلمين ، هي محاولة التغطية السياسية على احتلال أراضيهم ، ونهب ثرواتهم وانتهاك مقدساتهم وطمس هويتهم الحضارية والثقافية . ولهذا نرى أن القادة الذين يركزون على السيطرة على نفط الآخرين وتصنيع السلاح واذكاء نار الحروب ، لا يملكون أكثر من تصريحات جوفاء لإخماد الحرائق هنا وهناك، ولكن جذوة نار الحرائق لن تهدأ ، ما لم تتغير سياسات التفوق العنصري ، ليعاد بناؤها فعلاً على قاعدة أخلاقية سليمة ، منها احترام لمشاعر الشعوب وهويتها وثقافتها وأمنها ودينها وسلامها. |
|