|
ســاخرة هذا الشهر شهر المونة وافتتاح المدارس والجامعات، والتحضير لشراء المازوت ناهيك عن المصاريف المعتادة كل شهر، والناس تئن من وطأة ارتفاع الأسعار، لن نطلب من الحكومة والجهات المعنية المساعدة بالطرق التي تراها مناسبة ولن نطلب منها ضبط الأسواق لأن هذا واجبها وهي تقوم بذلك قدر المستطاع رغم قلة هذا المستطاع، لكن ما نستطيع طلبه هو التوجه بكلامنا إلى الزوجات بحكم أنهن الحلقة الأقوى في البيت ولهذا نقول: سيدتي: حذار من التحدث بصوت عال في البيت وخاصة عند استعراض قائمة الطلبات، رغم علمي بصعوبة الطلب وحراجة الموقف، لأن الطبع غلب التطبع، لكن هذه المرة هذا المنتوف في البيت طفح الكيل لديه وقد يقذف بهذا الكيل بعيداً أو يحطمه، وقد تخسريه إن صمت ولم يبقبق فمه بكلام يصل إلى حد الانفجار، فإن صمت تكون الجلطة، لا سمح الله قاب قوسين أو أدنى من الفتك بقلبه وشرايينه وأوردته والشعيرات الدموية والشعيرات المتبقية في رأسه. وإذا رجع إلى البيت ونسي بعض الأغراض لا تقلبي الدنيا جحيماً فوق رأسه بل احمدي ربك أن تذكر أن يعود إلى البيت أو تذكر طريقه إليه، والأشياء التي نسيها اليوم يأتي بها غداً. وإذا أتى إلى البيت ولم يأت بالطبخة فدبري رأسك من حوائج البيت ولا تتركيه يذهب ليأتي بالطبخة لأنه هذه المرة قد ينسى فعلاً طريق العودة أو يعود بخفي حنين بسبب فراغ الجيوب والأهم من هذا وذاك ودعيه حين خروجه من البيت بابتسامة واستقبليه بمثلها فهذا التصرف يريحه وينشط ذاكرته، وإياك إياك أن تذكريه بالفواتير الكهربائية والمائية والهاتفية، دعيه يقنع نفسه بنسيانها، حتى ينتهي هذا الشهر، وحذار من الطلب من أجل مباركات من هنا وهناك، فقد نصل إلى نقطة القشة التي قصمت ظهر البعير. سيدتي: أنت أدرى بالهموم التي يحملها هذا المسكين، وابتعدي عن نقل مشاكل الأولاد إليه، بل اعملي على حلها بنفسك، لأنه قد يتصرف تصرفاً ربما يؤذي أحدهم نتيجة ثورة الغضب الدائمة والمتواصلة لديه هذا الشهر، ولا تعاتبيه على غضبه هذا أو تطلبي منه بعض كلمات الغزل وما شابه لأنها سقطت سهواً من قاموسه بسبب الضغط الذي وصل إلى ذروته. سيدتي: أعلم أن المهمة صعبة وشاقة، لكن ما في اليد حيلة، كان الله في عونك، لكن هذا المسكين يستأهل التضحية من أجله بدل أن تضحي به. بعد الأخير سألت الزوجة الزوج: لماذا لم تعد تقول لي كلاماً حلواً وجميلاً؟ فأجابها: وهل رأيت الصياد يضع الطعم للسمكة بعد اصطيادها؟ |
|