تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ضيعنا الفرصة

رؤيـــــــة
الخميس 20-9-2012
وفاء صبيح

حينما نشرت تلك الرسومات المسيئة للنبي الكريم قبل سنوات هاج الرأي العربي وماج, والآن وبعد نشر مقتطفات من ذلك الفلم القذر,

فقد الرأي العام العربي مجددا بوصلته,فهاج هذه المرة على السفارات الأمريكية والغربية في عدد من الدول العربية والإسلامية,وفيما أدان الجميع عمليات الحرق والتدمير تلك, بقي صامتا ومحجما عن تقديم بدائل راقية ومتحضرة للتعبير عن المواقف بعيدا عن النار والدم.‏

الغرب المرائي يفصّل حرية التعبير على مقاسه, فهو يطلقها على عواهنها حينما يتعلق الأمر بالشعوب العربية أو الإسلامية او الآسيوية, وبقدر ما يغدق عليها هنا, يتحفظ عليها بل يحصرها تحت امرته وإشرافه حينما يتعلق الأمر بأمنه القومي هو, وكلنا يذكر كيف ان دونالد رامسفيلد, وزير الدفاع الأمريكي خرق حرية التعبير الأمريكية التي يصونها الدستور،بمنعه فيديو عن عمليات تعذيب قام بها جنود اميركان في العراق خلال فترة احتلاله.‏

ماتقدم عن المعايير والموازين الغربية المزدوجة تجاه حرية التعبير والدفاع عنها ليس دعوة ولا هو مقدمة لتبرير العنف في ردات الفعل على الفلم القذر, لكنه دعوة إلى التعقل والتبصر لمعرفة المزيد مماوراء الأكمة,رغم ان الكثيرين منا فكوا وعرفوا مبكرا ماورائها أنت من حيث التوقيت أو من جهة المنفذين ومحتوى هذه القذارة.‏

في الاجتهادات الكثيرة التي أثيرت عن الموضوع في الفضائيات رغبت كثيرا في ان يتم تناول الموضوع مناصفة, بين الفعل ومن قام به،وأين تلك الخطوط الفاصلة بين حرية التعبير وبين الإساءة للأخر في مقدساته ورموزه,ماتم التركيز عليه هو ردات الفعل العنيفة فقط، وهو ماافقدنا الانتصار في معركة الرأي العام,فردات الفعل تحولت الى حدث مستقل بذاته, وهنا كانت الخسارة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية