تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءة في حدث .. شهادات مشرّفة

آراء
الخميس 20-9-2012
د. اسكندر لوقا

للزعيم اللبناني الراحل رشيد كرامي، رصيده الكبير في الساحة السياسية إلى يومنا هذا، كان إنساناً فذا بكل معنى الكلمة، وتشهد له بذلك مواقفه الوطنية والقومية على امتداد السنوات. وما أدلى به يوم زار دمشق في الثالث عشر من شهر أيلول عام 1976 حول علاقته بسورية

ما زال يعتبر شهادة مشرفة بحق سورية التي كانت وما زالت تعتبر لبنان البلد الشقيق والأقرب إليها. حول هذه العلاقة صرح الزعيم كرامي لمراسلي الأنباء قائلاً بالحرف «إننا في دمشق نشعر بأننا بين أهلنا وعشيرتنا» وأضاف في السياق المتصل إن التاريخ المشترك والمصير الواحد يجعل من اللحمة بين البلدين التوءمين قوية ومنيعة».‏

وترافق هذا التصريح الذي أكد كرامي من خلاله أننا، سوريين ولبنانيين، شعب واحد في بلدين، ترافق بكلمة ألقاها سماحة الإمام موسى الصدر في مناسبة يوم بدر في اليوم نفسه وفيها قول سماحته « إن سورية رئة الثورات التحررية ومنبتها وحصنها وتوءمها وأمّها»، ولا أعتقد أن شهادتين لرجلين عظيمين بشهادة الأحداث التاريخية التي ألمّت بمنطقة الشرق الأوسط عموماً وبسورية خصوصاً، لا أعتقد أنها بحاجة إلى توضيح مراميها وإلى أين يمكن أن تمضي.‏

إن أحدنا حين يستذكر شهادات على هذا النحو وردت على لسان شخصيات لها بصمتها العميقة على سجل الأحداث في سبعينيات القرن الماضي، وتحديداً في زحمة ما كان يعانيه البلد الشقيق لبنان بنتيجة تردي الوضع الأمني فيه، من الطبيعي أن يستذكر، في الوقت نفسه، ما قدمته سورية لهذا البلد الشقيق في خضم الأزمة التي كان يعاني منها أيضاً بنتيجة التدخلات الأجنبية على نحو ما يحدث في سورية في الوقت الحالي. وهذا ما يستوجب على «أهلنا وعشيرتنا» في لبنان على حد قول الزعيم كرامي، أن يقرؤوا جيداً تاريخ البلدين التوءمين وعمق العلاقات بينهما . تجنباً للوقوع في خطأ تقدير ظروف الحاضر والمستقبل المرتقب، أعني السيناريو المعد لترجمته على أرض الواقع، لا فيما يتصل بحاضر ومستقبل سورية وحدها بل بمصير بلدان عربية مجاورة وصولاً إلى ما وراءها.‏

ومن هنا التساؤل حول جنوح بعض السياسيين في «لبنان الأهل والعشيرة»إلى حد المطالبة بعودة عجلات التاريخ، إلى ما قبل التاريخ، فيما كانت سنوات ما بعد استقلال البلدين في أربعينيات القرن الماضي شاهدة على توءمة لا البلدين فحسب،بل أيضاً على توءمة الأسر في كلا هذين البلدين، هذه التوءمة التي تبقى ماثلة تحت أنظارنا واقعاً على الأرض لا في الخيال. ومن هنا أيضاً، نعود ونقرأ أن سورية تبقى رئة الثورات العربية ومنبتها وحصنها وتوءمها وأمها، بغض النظر عمن يؤمن بهذه المعادلة أم لا. هذه القراءة فضلاً عما ورد في تصريح الزعيم الراحل رشيد كرامي بصدد سورية. إن سورية هذه التي تفخر بشهادات مشرّفة على النحو الذي أوردناه، لن تبخل يوماً عن بذل المزيد من الجهد لتبقى راية العروبة خفاقة في فضاءات العرب كل العرب.‏

Iskandarlouka@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية