|
صفحة أولى وأكد د. خلف المفتاح مدير الجلسة أن الأزمة في سورية طرحت مفهوماً جديداً يتعلق بأساليب الاستهداف في عصرها الحاضر وهو حرب ما بعد الحداثة تشخيصاً لما يستعمل من أدوات وأساليب تأتي في إطار استهداف سورية. وأضاف د. المفتاح: إن حرية الإعلام.. الحرية الإعلامية في الأزمة السورية أصبحت فكرة أكثر مما هي واقع بل اكتملت تحت ذلك العنوان الكثير من مفاهيم الحرية الإعلامية من موضوعية ومصداقية ومهنية وغيرها واستخدمت التقانة الحديثة مع الأسف لتغطي على تلك المفاهيم. قنديل: التعددية عبر التأسيس الإعلامي غالب قنديل أشار إلى أن الإعلام السوري قد باشر في صلب المقاومة التي يخوضها التحول نحو التعددية عبر التأسيس لتقاليد جديدة من خلال فتح مساحات الحوار والتفاعل بين مختلف التيارات الوطنية في المجتمع عبر وسائل الإعلام السورية وهو ما يتطور بالممارسة العملية. وقال قنديل: إن المعنى الحقيقي للديمقراطية في الإعلام هو الالتزام بالحق المتكافئ في التعبير عن الآراء بين المواطنين والتيارات والقوى الحية في المجتمع والنصوص القانونية السورية التي أقرت مؤخراً تعتبر متقدمة ومتطورة قياساً لما هو موجود في العالم. إن تطوير التجربة الإعلامية على الأسس الجديدة يتطلب تضافر الجهود والقدرات الوطنية على الصعيد المهني والعملي فالتحدي كبير. وفي هذا الإطار يلعب الإعلام العام دوراً رئيسياً نظراً لقدراته ولمحوريته. وأضاف قنديل: يجب العمل لتوسيع قاعدة المنظمات المهنية للإعلاميين والكتاب كما يجب تأسيس منظمات نقابية للمؤسسات الإعلامية الإذاعية والتلفزيونية والإلكترونية الخاصة بحيث تلعب دورها في الارتقاء بمستوى الأداء المهني بالإضافة إلى الحوار والتفاعل على كسب الجمهور هو عملية متواصلة في وظيفة الإعلام. مختتماً بالقول: إن أخطر توصية أود التأكيد عليها أنه لا قيمة لكل ما سبق إذا لم تطبق القوانين بصرامة وحزم لتنمية الصناعة الإعلامية. أبو خالد: وحدة الصفوف ووحدة الروح بدوره الشاعر خالد أبو خالد أكد أن الديمقراطية كمصطلح.. يبدو ملتبساً وغير محدد في خضم هذه الفوضى التي تجتاح الوطن العربي تحت مصطلحات غير دقيقة. وقال: إذا أخضعنا هذا المصطلح للحد الأدنى من المناقشة فيما يتعلق بالدول المصدرة له لاكتشفنا أن فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية تتناول الديمقراطية بما يتفق مع مصالحها داخل وخارج بلدانها، فهي تشن الحروب المباشرة أو الحروب بالوكالة والشاهد سورية بالتأكيد.. وثمة شواهد أخرى كثيرة وعديدة من أفغانستان إلى العراق وهي حروب متوحشة تستهدف إحداث الفوضى على مساحة تلك البلاد التي غزتها والبلاد المرشحة للغزو سواء بالحروب المباشرة أم الحروب غير المباشرة. ومن هنا يمكن القول: إن سورية الآن تخوض معركة الأمة العربية بشجاعة في مواجهة هذا المشروع الذي يهدد الأمة في مجرد بقائها كما يهدد الوطن العربي بتجزئة المجزأ فيه كما يهدد بتصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد. وأضاف أبو خالد: إن الحوار بين النخب والأحزاب والقوى والتيارات هو الذي يطلق العملية الديمقراطية في أي بلد يتعرض للعدوان فجوهر الديمقراطية في بلادنا لا ينفصل عن المقاومة.. مقاومة العدوان القديم.. مقاومة العدوان الجديد بأشكاله الجديدة، ومقاومة التجزئة بتوفير عوامل الوحدة بدءاً من وحدة الصفوف وصولاً إلى وحدة الروح لتحقيق ما يجب تحقيقه تحت عنوان عريض هو المقاومة والانتصار. الصايغ: لا يوجد وسيلة إعلامية حرة توقف الدكتور فايز الصايغ في مشاركته عند عنوان الندوة الديمقراطية والإعلام وأهميته في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها سورية، ومن ضرورتهما وتلاحمهما وعلاقتهما ببعضهما للخروج من الأزمة وكذلك من أهمية المكانة التي أصبح الإعلام يحتلها في الوقت الراهن، ومدى علاقته في صناعة الرأي العام وبالتالي في صياغة القرارات وتوجيه السياسات، بالتالي لا يوجد وسيلة إعلامية حرة ومستقلة بمعنى الحرية والاستقلال، وكذلك لا يوجد معلومة بريئة نقية بمعنى البراءة والنقاوة، فلكل وسيلة إعلام ممول رسمي أو غير رسمي بالتالي فإن المعلومة لابد وأن تخدم صاحب رأس المال ولنعترف أيضاً أن الدول المالية امتلكت وسائل الإعلام، ولنعترف أكثر.. أننا في المجتمعات العربية لم نتمكن من مراكمة ثقافة وتقاليد إعلامية وديمقراطية تساعدنا على تشكيل وعي إعلامي يواكب الديمقراطية أو العكس، ولم نتمكن من إيجاد سلطات إعلامية قادرة على التأثير على هيكلة الرأي العام ولهذا أسباب ربما تكون عائدة إلى خصوصية البنية الاجتماعية وربما البنية الدينية القائمة على اللقاءات أو الجلسات الجمعية التي غالباً ما ترفض الوسيط والوسيط هنا الوسيلة الإعلامية. الرداعي: بعض الدول ترسل المال والسلاح إلى سورية محمد مسعد الرداعي رئيس التنظيم الناصري في اليمن قال: لقد وقفت أميركا والدول الغربية والصهيونية ضد المشروع القومي النهضوي للأمة العربية، فالدول الاستعمارية استخدمت المال والسلاح والعولمة وكرست الثقافة القطرية وجعلت من أراضيها موطناً لقواعدها ومراكز استخباراتها العسكرية لتمارس التدخل في الشؤون الداخلية للدول الرافضة للتبعية، وقدمت الدعم للأصوليين والجهاديين ليكونوا ألغاماً متفجرة في أوطانهم وأداة لاستكمال مخططها في تجزئة الأوطان وبالتالي تشويه الإسلام الحضاري. وأضاف الرداعي: إن بعض الدول المتآمرة على سورية ترسل المال والسلاح والإرهابيين ليمارسوا القتل والخطف والتدمير للمدارس والمساجد والكنائس ومراكز البحوث متجاهلين أن الثورات هي فعل من الداخل وليست صناعة من الخارج، والثورة بناء وليست تدميراً للمؤسسات العامة والبنية التحتية وخيرات الوطن. واختتم الرداعي أنه يجب رصد الممارسات التي تقوم بها العصابات المسلحة ورفع الدعاوي القضائية على المنظمات والمحاكم الدولية. كما يجب تفعيل التواصل بأبناء الوطن في المهجر والجاليات العربية بالإضافة إلى تحقيق التماسك للجبهة الداخلية بترسيخ قيم الشراكة وحقوق المواطنة المتساوية وسيادة القانون. درويش: الديمقراطية عملية داخلية د. عيسى درويش قال: الشعب السوري تواق للديمقراطية ومحب للعدالة والمساواة والحرية وهو عازم على بناء الدولة الوطنية، دولة كل المواطنين بموجب دستور جديد يتسع لهذه الرغبات والتطلعات. وهنا يجب أن نعترف بشيئين مهمين وهما: 1- الإصلاح مطلب شعبي محق ولكن المطالبة بالإصلاح والسعي لتحقيقه عن طريق الحوار وفي جو من التسامح والحفاظ على الوطن والدولة شيء، وتخريب الوطن والدولة والمؤسسات وإباحة الدم السوري والانضواء تحت راية المخطط الأميركي الصهيوني لتجزئة الوطن ومحاربة الجيش الوطني شيء آخر. 2- هناك مؤامرة كونية على سورية تتزعمها الولايات المتحدة والغرب الاستعماري والصهيونية العالمية والرجعية العربية ممثلة في بعض دول الخليج وكذلك قوى اقليمية عميلة للامبريالية و«إسرائيل» مثل تركيا والمنظمات الاقليمية والسؤال المهم ما العلاقة بين الديمقراطية والإعلام؟ - إن الديمقراطية ليست وصفة طبية نأتي بها من هذا الطبيب أو ذاك، الديمقراطية لها علاقة وثيقة بالوعي الاجتماعي ومنظوماته الفكرية والاقتصادية وهي عملية داخلية. - إن الوعي الاجتماعي كما يقول ماركس يتحدد بالحياة، وبالتالي فإن الحياة المعاصرة وسطوة وسائل الإعلام جعلا من الرأسمالية المتوحشة التي تقودها الولايات المتحدة تضلل الشعوب وتحدث من هذا العصر نتائج مهمة منها الأحادية القطبية والسيطرة على مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. - ممارسة الدبلوماسية الناعمة والدبلوماسية الذكية المعتمدة على المخابرات وأجهزة التجسس للثأثير على الشعوب. - ممارسة التضليل الإعلامي وتشويه الهوية الوطنية وممارسة التخريب الممنهج للوسائل الإعلامية والهوية الثقافية في الدول الوطنية. عبد المجيد: المخطط التآمري معد مسبقاً أوضح خالد عبد المجيد في مشاركته أن المؤامرات التي تستهدف سورية، هي بتخطيط وإعداد قوى خارجية دولية اقليمية وعربية استغلت رياح ما يسمى بالربيع العربي واستغلت قوى وأدوات محلية وحالة شعبية كان لها مطالب من الدولة وبدأت بحراك شعبي سلمي وسرعان ما تحولت إلى أعمال مسلحة وحركة لتخريب مؤسسات الدولة وضرب نسيج المجتمع السوري في محاولة لجر البلد إلى فتن طائفية من خلال تغذية فكرية وهابية حاولت دفع البلد والمجتمع لحرب أهلية وضرب نسيجه الاجتماعي، وهذا كله كان معداً منذ سنوات ولم تستطع القوى الخارجية التآمر على سورية وتنفيذه في حينه، إلا أنها وجدت في الأزمة الراهنة الفرصة المناسبة للعمل بهذا المخطط التآمري القديم الجديد واستغلت بيئة خصبة من المناهضين للدولة من جماعات إسلامية متطرفة وبعض العصابات وبعض الأفراد الفارين من وجه العدالة وبدأت تجند هذه الجماعات وترسل مجموعات القاعدة وغيرها وتضخ الأموال والسلاح لها، واعتقد البعض من هؤلاء أن ذلك سيفسح المجال لتدخل خارجي عبر استخدام حلف الناتو وتوجيه ضربات عسكرية لسورية على غرار ما حصل في ليبيا يؤدي ذلك إلى تحطيم مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية. وأكد عبد المجيد أن الموقف السوري الشعبي والحكومي هو الذي أحبط المخطط إضافة إلى الفيتو الروسي الصيني الذي استخدم عدة مر ات في مجلس الأمن وهذا أيضاً ما أغلق الباب أمام التدخل الخارجي للناتو وبعض الدول الإقليمية والعربية مثل تركيا والسعودية وقطر وبالرغم من كل المحاولات إلا أن سورية صمدت بموقفها الحازم وكذلك بموقف روسيا والصين وإيران الداعم لسورية والرافض لأي محاولات شيطانية عربية وأميركية وفشل هذه المخططات هو قوة الموقف السوري وصموده، وتمسك الدولة بالسيادة الوطنية وتماسك الأغلبية الشعبية إضافة إلى تماسك المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية. وختم عبد المجيد قائلاً: إن الأزمة في سورية هي المدخل لتصحيح الكثير من السياسات الدولية والإقليمية وحل الكثير من المشاكل في المنطقة وسيكون لسورية الفضل في تغيير الكثير من السياسات الدولية والإقليمية لمصلحة شعوب المنطقة والعالم. وجوخ: الوطن نسيج اجتماعي متين وتناول عصام وجوخ في مشاركته محور رفض التدخل الخارجي وأوضح أن الوطن حاضن أبنائه وهو نسيج اجتماعي متين، أطياف وألوان متوائمة منسجمة في توافق بديع، لذلك حري بنا جميعاً الانضواء تحت لوائه.. نحافظ على إرثه واستقلاله وسيادته، مهما حاول أعداء سورية ضرب نسيجنا الوطني فلن يستطيعوا الوصول إلى مبتغاهم لأن ديدننا جميعاً هو الانسجام والوئام وما يهمنا هو سلامة أرجاء الوطن ومعرفة الاستعمار القديم الجديد الذي لا يكل ولا يمل، ويطل علينا بأشكال وأدوات جديدة، لذلك لم يبق لنا خيار إلا اللحمة الوطنية والتمسك بالقيم والتقاليد الأصيلة التي تربينا عليها جيلاً بعد جيل، فالشعب سيد نفسه ويجب أن يحل الأزمة من خلال مصالحة وحوار وإصرار على الحل التسامحي بأسرع وقت ممكن وعلينا قدر الإمكان تحصين الشباب بالوعي الوطني في كل موقع وضرورة العمل على الأخذ بيدهم وتأمين عمل لهم كي لا يكونوا فريسة سهلة للوقوع بين أنياب الإرهاب بهذا نكون قد حمينا الوطن من الداخل ومنعنا التدخل من الخارج. |
|