|
مجتمع الجامعة نسبة لا بأس بها من هؤلاء الطلاب لا تشعر بقدوم الصيف,لانها-أساساً-تعمل,صيفاً كان الوقت أم شتاءً,لتوفير قوت يومها وتأمين ما يلزمها من محاضرات وملخصات وكتب,فضلاً عن متطلبات الحياة الأساسية الأخرى من طعام ومواصلات وغير ذلك,وفيما عدا ذلك ما نسمعه و نراه مساء آخر يوم في الجامعة من توجه الطلاب مباشرة إلى أماكن العمل,دون إعطاء الفرصة لأنفسهم كي يرتاحوا ولو لبضعة أيام من عناء الامتحانات والدوام الدراسي. أسماء عديدة لم تستطع أن تداوم في الجامعة,وحتى لم تقدم امتحاناً واحداً,لصعوبة ظروفهم وامكاناتهم المادية,ولا سيما في سكنهم بمحافظات بعيدة من مركز كلياتهم,وما يثير في النفس السخط والأسى,قيام الجهات المسؤولة عن التعليم في بلدنا بزيادة الطين بلة,حين أصدرت قراراً يقضي بارتفاع رسوم السكن الجامعي,لتؤكد حقيقة أنه(كلما ازدادت آلام الطلاب ازدادت مطالب الحكومة عليها) فالعلاقة كما تلاحظ طردية. حال طالبنا المادي لا يحسد عليه,وتفكيره بقوت يومه وكيفية سكنه قريباً من كليته خلال فترة الدراسة,سيطر على مجمل أجندته وعلى حساب دراسته التي يسهر الليالي من أجل أن ينساها ويعلقها في صدر غرفته المستأجرة المشؤومة بأسعار عالية من قبل المكاتب العقارية,دون أن يقوم من هو جدير بحل المشكلات التعليمية بوضع هذا العائق بعين التنفيذ,وتوفير السكن الصحي واللائق لهم بأسعار رمزية تحددها هي,دون أن تقوم أيضاً بافراغ جيوبهم المثقوبة,هذا إذا ما تأكدنا من خلو المدن الجامعية من شواغر. علاوة على الفقر المادي هناك الفقر الثقافي الذي يقف حائلاً في تطور التعليم الجامعي وبالتالي انعدام الكفاءات والمهارات المساهمة بشكل أو بآخر بتغيير المجتمع ودفعه نحو حياة أفضل. alchy-husein@hatmailcom |
|