تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هاجس جمع الثروة عند الشباب

شباب
الاربعاء 27/12/2006
آنا عزيز الخضر

جمع الثروة والبحث عن الوسيلة الأسرع للوصول إليها هو ما تسعى إليه شريحة كبيرة من شباب اليوم وتكاد

تكون هدفه الأكبروليربط كل شيء في حياته بذاك الهدف وتدعم تفكيره ذاك جميع ظروفه المهنية والتعليمية والمادية بالإضافة للثقافة التي يتلقاها والاعلام الذي يستفزه دوماً ويقدم له كل ما هو بعيد عن واقعه,يستجره للتقليد والدوران في عوالمه الوردية الخادعة.‏

أما البطالة ذاتها رسمت بالظاهرة الشبابية,حيث تدل الاحصاءات الاخيرة على أن 80%من العاطلين عن العمل هم شباب دون الثلاثين,وهيئة مكافحة البطالة لم تستطع على أرض الواقع تشغيل ربع العدد المطلوب,كما بلغت نسبة المتعطلين عن العمل والمنتظرين لمدة عام 15,5% ونفس النسبة بقيت على انتظارها لمدة ثلاثة أعوام أخرى حسب احصاءات المسح العام المركزي للشباب,فبلغ متوسط عدد سنوات التعطل 2,2سنة.‏

أن عجز المجتمع من الناحية الاقتصادية بتوفير فرص العمل الكافية والمطلوبة ينتج عنه الكثير من المشكلات النفسية والاجتماعية والاقتصادية للفرد والأسرة والمجتمع ككل إذ نسمع من هنا وهناك عن عصابات احتيال وسرقة بهدف الحصول على الأموال والكثير من جنوح الشباب والذي ساعد به وأهب له الحاجة والظروف بشكل عام,فحتى لو استثنينا الحالات الجانحة لوجدنا في البيئات السليمة مفاهيم ضرورة جمع الثروة كنتيجة ضرورية يسعى إليها الشاب حيث يصل إلى درجة التخلي عن التعليم لضعف عائده الاقتصادي على مستوى الدخل وقد يقطع الطريق على الشباب التفكير بالثقافة والمعرفة والوعي,في ظل هذا الخوف المتصاعد على المستقبل وحياته الآتية.‏

حول هذا الجانب تحدثت المرشدة الاجتماعية/ملك غريب/فقالت:جمع الثروة بأسلوب سليم أمر عادي لكن الخطورة تتجلى في جمعها بوسائل غير سليمة مؤذية للفرد والمجتمع كالسرقة والجريمة والعنف وغيرها وقد أهب لها في ظل بيئة من الناحية التربوية وقد يؤمن الشاب بجمع الثروة عن طريق الدراسة والتعلم وهذا مقبول نسبياً,لكن مجمل هذه العوامل والظروف قد تحول المال إلى غاية بحد ذاتها وليست كوسيلة يحقق بها انسانيته وثقافته ومعرفته,ولايمكننا أن ننكر أهمية الحاجة المادية والمتطلبات الحياتية,من هنا يأتي دور المجتمع وخدماته وآلياته ككل ومؤسساته ليخلق الجو والظرف المناسب للشاب كي يلم بتوازنه ولابد من سياسيات وطنية تنموية شاملة تنقذه وتشعره بالأمان نحو المستقبل,وضرورة التبني لسياسات تدريبية تأهيلية وإعادة النظر بمنظومة المناهج التعليمية نحو احتياجات المستقبل,حتى تساعده في قضية الاستيعاب من ناحية سوق العمل.‏

ولا يمكننا على الاطلاق أن نلوم ذلك الشاب على هذه المفاهيم واعتبارها الهدف الأهم,بل يجب تأمين الظرف الموضوعي الذي ينقذه من كل الاشكالات المحتملة والتي تتربص به.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية