|
شباب وهناك تباين حسب المناطق وحسب الحالة التعليمية والمالية للأهل. وفي دراسة أعدها ميلاذ مقداد مسؤول وحدة الدراسات في منظمة الشبيبة عن التواصل بين الأجيال في كل من مدن دمشق وحمص وحلب خلال فترة 7-9-9-2004 بين أن ملامح أساسية في بنية العلاقات الاجتماعية مازالت مستقرة وتؤدي وظائفها الحيوية, وفي الوقت نفسه تظهر أنماطاً جديدة وتلقى قبولاً حسناً بين الأجيال المتعاقبة, إلا أنه لم يحدد أياً منها. تدخل الأبوين والأقارب في التعليم وقد توزعت المحاور على مواضيع الاتصال الأساسية وهي التعليم والعمل والنفقات والعلاقات الاجتماعية مع الأهل والأقارب واختيار الأصدقاء والعلاقة مع الجنس الآخر ففي موضوع التعليم تبين عكس مايشاع من تراجع قيمة العلم اهتمام أسر المبحوثين على اختلاف شرائحهم ومستويات معيشتهم بتعليم أبنائهم, وان أثبتت الدراسة أن تدخل الأهل أكبر من أن يتجاوزه الأبناء, ويمتد الأمر كما في مدينة حلب إلى تدخل الأقارب من أعمام وأخوال والجد كما تبين أن الإناث أكثر رضوخاً لرغبات الأهل من الذكور. ما الذي يحصل داخل البيت? رغم أن الدراسة وصفت علاقة الأبناء الشباب مع أهلهم داخل البيت بأنها من النوع التوافقي, إلا أنها أشارت أنه ترافقها مجموعة من المشكلات الاجتماعية التي يعاني منها الشباب ولايجدون لها حلاً في سياق العادات والتقاليد السائدة وقد حددتها من خلال أمور عديدة منها: أن الابن الأكبر يقوم مقام الأب في كثير من الأحيان في حال غيابه ما يولد جملة من المشكلات لأنه غالباً تكون الفروق العمرية بين الإخوة صغيرة وأحياناً لا تتعدى السنة وتكون كفاءة الأبناء متقاربة ويكون للأخ الأكبر وصاية نسبية وهذا يولد عند الأصغر شعوراً مضمراً بالرفض ويؤدي إلى التنافس بين الإخوة حول القرارات ويأتي تدخل الأهل لمصلحة أحد الأبناء ليشكل عاملاً من عوامل اضطراب الأسرة عموماً وعدم استقرارها وبالنسبة للفتاة يصبح الأمر أكثر صعوبة فهي يفرض عليها العديد من المسؤوليات الاجتماعية, لكن في الوقت نفسه تأتي مكانتها وقراراتها في الموقع الثاني بعد الذكور ما يجعل موقفها من قضايا إخوتها الذكور مضطرباً فهم وخاصة القريبين منها عمرياً يجدون أنفسهم الأقدر على اتخاذ القرار في الوقت الذي تنقصهم فيه القدرة والكفاءة فيقومون بأفعال وقرارات ليست مناسبة مما يترتب عليه إما أن تتعزز مشكلاتها مع إخوتها أوتتنازل عن الكثير من حقوقها حتى تحافظ على استقرار البيت دون مشكلات وقد لحظ هذا لمحور من الدراسة أن التطور الملحوظ في الحياة الاجتماعية جعل الفتيات على مستوى ذكور العائلة في الكفاءة والمهارة الاجتماعية وأن شريحة من الشباب ترى ذلك وتنظر إلى مواقف الآباء المتشددين على أنها متخلفة ولا تساير تطورات العصر ولقد آن الأوان لتعطي المرأة حقها وحريتها بالقدر الملحوظ لدى الرجل فعلى الرغم من كل التطورات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية مازالت هناك آراء تدعو إلى التفريق بين الذكور والإناث وهذا يدل حسب الدراسة على انتشار مظاهر الجهل والتمسك بالعادات والتقاليد البالية. تداخل وتحديات. تناولت الدراسة المحاور التي ذكرناها بالتفصيل إلا أنه لامجال لذكرها هنا وقد خلصت إلى أن هناك تبايناً في المعايير بين بيئة محلية وأخرى فما يعتبر مقبولاً في وسط يكون مرفوضاً في آخر وما يمنع هنا يكون طبيعياً هناك ما يدل على ضرورة البحث عن المشترك الايجابي بين الجميع كتماسك الأسرة مثلاً دون وصاية شديدة على الأبناء وتدخل حاد في شؤون حياتهم مع الحرص على مكانة الأهل وخبراتهم الحياتية والاعتراف بالتغيرات حولنا وتعرض الشباب لجميع مظاهر الانفتاح التي لايمكن أن ندير ظهرنا عنها وما تتركه من تدخلات في حياة شبابنا. |
|