|
حدث وتعليق المعاصرة لجهة ازدواجية المعايير والاستهداف المتعمد لدول وشعوب بعينها على أساس عرقها وهويتها الثقافية فضلاً عن دورها وسياساتها التي قد لا تروق لصانعي السياسة الدولية. بالامس كنا أمام اعتراف بلسان رئيس حكومة اسرائيل ايهود اولمرت بأن لديها اسلحة نووية ومع ذلك صم الجميع آذانهم عن هذا التصريح وكأنه لم يصدر,بل ان الجدل الوحيد الذي أثاره كان في اسرائيل نفسها التي انقسمت بين مؤيد للاعتراف الذي ادلى به اولمرت ومعارض يرى ان سياسة الغموض التي اتبعتها اسرائيل حيال هذا الامر منذ مايزيد على اربعين عاماً لا تزال مفيدة. المعلومات المؤكدة من مصادر مختلفة تشير إلى امتلاك اسرائيل ما لايقل عن مئتي رأس نووي صنعتها بالتعاون مع دول اوروبية ومع النظام العنصري السابق في جنوب افريقيا. وفي مظلة الحماية التي توفرها لها واشنطن والغرب بوجه عام,ظلت اسرائيل طوال هذه السنوات والعقود بمنأى كلياً عن المراقبة الدولية ولم توقع حتى على اتفاقية الحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل.. ورغم ذلك ظل العالم يصم آذانه ويغمض عيونه عن كل ذلك. واليوم ها نحن امام اعتراف اسرائيلي صريح وبلسان ارفع مسؤول بأن اسرائيل لديها سلاح نووي .. ومع ذلك لم نشهد أحداً من مدعي الحرص على الامن والاستقرار في المنطقة والعالم يقف عند هذا الاعتراف وكأن أولمرت اعترف بامتلاك اسرائيل معملاً لتصنيع البندورة وليس سلاحاً نووياً. وبدلاً من ذلك تشغل الدول الكبرى مجلس الامن والمجتمع الدولي بالبحث عن سبل ردع ما يقولون انها نية مضمرة لدى ايران لامتلاك السلاح النووي مستقبلاً,وهو مايذكر بالمزاعم التي ثبت زيفها بشأن العراق وكانت السبب المباشر لشن حرب مجنونة ضد هذا البلد العربي. عقوبات مجلس الامن التي قد تتوسع وتتعاظم مستقبلاً ستدفع ايران إلى سلوك طريق مختلف بعد ان اخفقت سبل التعاون والشفافية التي حاولت اعتمادها حتى الان.. وسنشهد فصولاً اخرى من التوتر في المنطقة التي ترزح بالفعل تحت مظالم كبرى ودماء كثيرة تسببت بها سياسات الدول الكبرى.. ولعل هذه الاضطرابات هي هدف مقصود بحد ذاته لتلك القوى التي قد ترى في هذه الظروف اجواء مواتية لتحقيق اغراضها المعلنة منها والخفية. |
|