|
البقعة الساخنة ورغم الهزيمة المريرة التي تعرضت لها سياسة هذه الادارة في الانتخابات التشريعية الاميركية الاخيرة , ورغم التقرير ( التقريع ) الذي اعدته مجموعة بيكر - هاملتون , واشارت فيه غير مرة الى اخطاء تلك الادارة , والى ماينبغي ان تفعله لتخرج من ضائقتها الدامية في العراق , إلا ان كل ذلك لم يمنع هذه الادارة من ان تواصل (الاستذة ) السياسية , ليس في مفاهيم الديمقراطية واصولها وتجاربها فحسب , بل وفي علاقات الجوار الدولي ايضا, في الوقت الذي ايقنت فيه شعوب العالم , واولها الشعب الاميركي , ان ادارة الرئيس بوش افشل من علم الديمقراطية او مارسها , وانها النموذج الاسوأ لعلاقات الحوار بين الدول والمجتمعات بتحصيلها اكبر نسبة من العداء والكراهية العالميين لاميركا والاميركيين, وإلا فلماذا عزف هؤلاء الاميركيين عن اعادة انتخاب امراء الظلام من انصار هذه الادارة في مجلسي الكونغرس مؤخرا , ولماذا تحتاج ادارة ناجحة لتقارير واستشارات في تجنيبها المزيد من الخطأ ?? ليس من السهولة واليسر ان ينتقل العقل السياسي الذي اعتاد الحمق والتخبط , مغلفا بالفوقية والغطرسة , ان ينتقل فجأة الى الحنكة والذكاء , وان ينقلب على ذاته ومكوناته لمجرد انه رأى اخطاءه بأم عينه , وإلا ماكان وصل الى ماوصل اليه من الحاجة الى النصح والوعظ والترشيد , ولما كان له ان يتوه في ماتاه فيه العقل السياسي الذي يدير ادارة الرئيس بوش وسياساتها اليوم , الامر الذي يفسر بكثير من البساطة والسخرية في آن معا , الرد الذي اعلنته هذه الادارة على مبادرة الحوار التي اطلقتها سورية على لسان السيد الرئيس بشار الاسد من موسكو , رد لم يخرج من عباءة هذه الادارة ولا من جلدها , لايضيف جديدا ولايفتح افقا ولايدلل على ان الفالج يمكن ان يعالج , وان الذكاء العابر والوارد في تقرير مجموعة بيكر يمكن ان يتحول بالحمق فجأة الى الذكاء ! قد نلتمس لادارة الرئيس بوش بعض العذر ببعض التشدد , انسجاما مع مادرجت على الكثير منه , لكننا لانجد لها عذرا في التهديد بحجر كبير باتت اعجز على زحزحته من حمله ?! |
|