تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رسائل عكسية من هيلاري

هيرالد تريبيون
ترجمة
الأربعاء 21/5/2008
ترجمة: كندة ديب

أسفرت الانتخابات الأولية التي تمت في بنسلفانيا لمرشحي الرئاسة عن نتائج غير حاسمة بل كانت أكثر إحباطاً وإزعاجاً من النزاعات التي سبقتها, فقد تعب الناخبون من كل ذلك وأصيبوا بالإحباط الكامل,

إذ إن هيلاري لم تعترف بتلك السلبية التي أحاطت نفسها بها (تعتبر المسؤولة الأولى) وألحقت بها الأذى تماماً كما ألحقت الضرر بحزبها وبأعدائها وبالانتخابات الرئاسية عموماً. إذ كان من المفترض أن تدفعها مصلحتها الشخصية- إن لم يكن شيء آخر- بهذا الاتجاه, وهكذا لم تحقق هيلاري الفوز المرجو لأن سلبيتها تنعكس أساساً على كل من يقف وراءها من مستشارين, إذ إن كل العوامل السياسية تشير إلى أن هيلاري وفريقها أفسدوا معظم ما حققوه من نجاح, فبين عشية وضحاها أصبحت هيلاري المرشح الديمقراطي الأول وقامت باسترجاع أحداث الحادي عشر من أيلول, كما استرجعت أحداث عام 1929 وأزمة كوبا والحرب الباردة وختمت كل ذلك بشريط مصور لأسامة بن لادن, وقد كان من المفترض أن يساعدها ذلك لأن تبدو الأفضل والأكثر ملاءمة لشغل منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية في هذا العالم الخطر, إلا أن ذلك ساهم في إرسال إشارات عكسية, فقد أعلنت في إحدى المقابلات التي أجرتها قناة ال NBC عن أنها على استعداد كامل لتدمير إيران (في حال وصولها إلى سدة الرئاسة إذا فكرت الأخيرة بالقيام بأي هجوم على »إسرائيل«, وهذا يعني بأن هيلاري ستقوم بتمديد الحرب إن لم تقم بحرب أخرى, كما أنها لم تشرك أوباما بالمواضيع الجوهرية كتلك المتعلقة بالإرهاب والاقتصاد والخروج من العراق وهكذا تمكنت هيلاري من إحباط الناخبين وصرفتهم عنها, وساهمت تصريحاتها غير المدروسة بتقليص الأسباب المنطقية التي قادت البعض لدعمها والاعتقاد بأنها أكثر كفاءة ومقدرة من أوباما, ورغم أن ذلك لا يعني بالضرورة تبرئة أوباما من سلبية الحملة الرئاسية وطبيعتها المملة والمضجرة فقد وقع أوباما في فخ هيلاري وساهم أيضاً في التخفيف من قيمة ادعاءاته وتذكير الأميركيين الذين يقفون على الحياد بقلة خبرته ومراسه, وهكذا يبدو أن كلا المرشحين يتشارك بذات القيم الأساسية والسياسات المحسوسة ويبذلان ما في وسعهما لجعل الناخبين يغفلون عن ذلك, وإذا كانا يعتقدان أن ذلك قد لفت أنظار الديمقراطيين وحدهم لهذا العرض أو هذا المشهد فهما حتماً مخطئان.‏

إذ بعد 7 سنوات من إخفاقات بوش أصبح من حق الناخب الأميركي أن يسمع بمناظرة دقيقة ومختلفة خلال الحملة الانتخابية يتحدث فيها كل من هيلاري وأرباما عن الطريقة التي سيواجهان بها الإرهاب وكيف سيتمكنان من حماية الحريات المدنية وحل الأزمة السكانية, وأخيراً وضع حد نهائي للحرب في العراق, ورغم أن هيلاري حظيت بتأييد أغلبية الديمقراطيين إلا أنها لم تحافظ على هذا الفوز بسبب سلبية حملتها الانتخابية التي أدت إلى خسارة معظم ذلك التأييد, فإذا رغبت كلينتون بالحصول مجدداً على ولاء الديمقراطيين واستعادتهم للوقوف إلى جانبها عليها أن تتخلى عن تلك السلبية التي طغت على حملتها الانتخابية وأحاطت نفسها بها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية