تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عقاب جماعي

من الصحافة الألمانية
ترجمة
الأربعاء 21/5/2008
ترجمة: كامل اسماعيل

في عدد من المقالات والتعليقات السياسية تناولت الصحافة الألمانية عددا من قضايا »الشرق الأوسط « الساخنة وخاصة في غزة والعراق ثم الأحداث الأخيرة في لبنان.

عقاب جماعي, تحت هذا العنوان نشرت صحيفة نويس دويتشلاند مقالا بقلم رولاند اتسل جاء فيه:‏

بينما تحتفل »إسرائيل« بمناسبة الذكرى الستين لقيام »الدولة«, يمر 650 ألف فلسطيني في قطاع غزة بأوقات عصيبة, فمنذ مدة توقف إمداد القطاع بالبنزين وبالتالي أصبح توزيع المواد الغذائية في المخيمات الفلسطينية عملا مستحيلا. من المذنب? فالمسؤولون في حماس يشكون بأن اسرائيل قد قلصت توريد البنزين المتفق عليه تقليصا كبيرا وإسرائيل لا توقف العقاب الجماعي إلا بعد أن يتوقف إطلاق الصواريخ من غزة المحاصرة, ثم يقول الكاتب: إن الوضع في غزة غير إنساني وغير شرعي, فإسرائيل عليها- باعتبارها قوة احتلال- مهام متعلقة بالقانون الدولي تجاه السكان المدنيين, لا يتعلق إنجازها قطعا بأي موقف سياسي.‏

أخيرا يقول الكاتب: الأفضل لو أن وزيرة الخارجية الأميركية رايس تأخذ بعين الاعتبار خلال زيارتها الحالية »للشرق الأوسط« مصلحة الضحية. ولكن ما من أحد يمكن أن ينتظر منها ذلك.‏

وتحت عنوان » تركة بوش« نشرت الصحيفة نفسها تعليقا على زيارة جورج بوش الأخيرة إلى »اسرائيل« جاء فيه.‏

إنها جولة الوداع للرئيس بوش إلى الشرق الأوسط, ومع ذلك يتحدث الرئيس الأميركي حتى الآن عن تسوية اسرائيلية- فلسطينية حتى نهاية فترة رئاسته. وهنا يظهر من برنامج محادثاته أنه يبيع أوهاما, حيث لا حديث حتى عن اجتماع بين رئيس الحكومة الإسرائيلية أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس.‏

والساسة المعنيون بذلك على وشك الرحيل, فعلى غرار بوش سوف تنتهي الفترة الرئاسية للرئيس عباس عام 2009 وكذلك الأمر بالنسبة لأولمرت الذي من المرجح أن يترك منصبه مبكرا نتيجة التهم الموجهة إليه بالفساد.‏

* سكون مطبق:‏

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة يونغه فيلت مقالا عن الأوضاع في غزة جاء فيه:‏

سكون تام يخيم على ميناء غزة فلا تسمع جلبة أو ضوضاء تصدر عن رافعات كانت تعمل هناك وخرست أيضا الأصوات التي تصدر عن زوارق صيد الأسماك.فإسرائيل لا تسمح للفلسطينيين بالصيد إلا لمسافة ستة أميال في البحر »لكن البحرية الإسرائيلية لا تسمح لنا أحيانا بالإبحار إلا لمسافة ثلاثة أميال ونحن جزء من الشعب نريد أن نسمع صوتنا للعالم أجمع, حتى تنتهي معاناتنا« كما قال نزار عياش من نقابة صيد و تصنيع الأسماك.‏

نقص البنزين يؤثر على جميع شرائح السكان بالقدر نفسه فكل وسائط النقل, بما فيها سيارات الإسعاف توقفت, والمواد التموينية لا تصل إلى حيث يجب أن تصل وإذا ما حصل ذلك فلقاء مبالغ خيالية.‏

ثم يقول الكاتب: إن قطاع غزة لا يزال عمليا محتلا بسبب الحصار المفروض عليه. فالمطار والمعابر والساحل كلهاتخضع للرقابة الاسرائيلية وإسرائيل ترصد أيضا أجواء غزة وكل شرايين الحياة. ولايسمح للصادرات والواردات, بما فيها المواد الغذائية والطبية والأجهزة بكافة أنواعها بالمرور إلا عن طريق معبر »ناحال عوز«.‏

* صوت المنسيين:‏

تحت هذا العنوان كتبت برجيت غيرا مقالا في صحيفة فرانكفورتر روندشاو حول لبنان وشخصية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله جاء فيه:‏

حتى خصوم حسن نصر الله استمعوا الى كلماته ببالغ الاهتمام لأن لها وزنا على مصير لبنان لا يأتي به قادة آخرون, فالرسالة التي وجهها نصر الله تقول إن لبنان لن يخضع للضغوط المركزة وأعلن أنه يعمل على درء الحرب التي تخطط لها حكومة بيروت الموالية للغرب.‏

بشخصيته الكارزمية وبميله الواضح للدعابة يتمتع زعيم حزب الله في العديد من المناطق اللبنانية والعالم العربي بمكانة تكاد تكون طقوسية باعتباره الزعيم العربي الوحيد الذي استطاع تحييد القوة الإسرائيلية.‏

وهذه الشعبية تعود إلى أيار عام 2000 عندما أجبر حزب الله إسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان بعد احتلال دام 22 عاما.‏

قوة جاذبيته تقوم بالدرجة الأولى على سيرة حياته وشخصيته.‏

إنه يرى في النضال جزءا من الحرب من أجل الهوية السياسية وإذا ما انهارت المقاومة في لبنان وفلسطين فإن العالم العربي بأسره سوف يغرق, مع حكوماته وشعوبه في مهانة أبدية. وإن عنجهية إسرائيل وأميركا وتدخلهما في المنطقة ونهبها سوف تزدادان باستمرار.‏

* 60 عاما على قيام اسرائيل‏

وبمناسبة حلول الذكرى الستين لاغتصاب فلسطين وتأسيس دولة إسرائيل, كتبت صحيفة دير شتاندارد النمساوية مقالا جاء فيه:‏

كان يجب أن تكون ذكرى احتفالية أو ربما كان الأفضل أن نقول ذكرى تأمل, ولكن حتى في إسرائيل قلما نلحظ هناك جوا احتفاليا أو تأمليا.‏

طبعا لايمكن إلا لإسرائيل الرسمية أن تجد مناسبة للاحتفال وذلك نتيجة لحقيقة أنها عايشت المشروع الصهيوني.‏

لكن إسرائيل الحالية لا تتناسب في أي من الأحوال مع أحلام مؤسسيها الإيديولوجيين, حتى ولو أن هناك أفكارا استعمارية ليست خافية في كتابات تيودور هرتزل, إلا أنه أكد موضوع التعايش السلمي. إن إسرائيل التي لا تستطيع التغلب على غزة إلا باستخدام الطائرات الحربية من طراز اف ,16 لم تكن بالتأكيد أحد أحلامه. ماذا فعلتم بمشروعي? مثل هذا السؤال يمكن لتيودور هرتزل أن يطرحه فيما لو بعث الآن من قبره.‏

لقد تطورت الصهيونية إلى شكل عدواني من أشكال الاستعمار ومن فكرتها التي يفترض أنها تدعو إلى الا ندماج, قامت دولة تضطهد منذ 60 عاما ما يعادل خمس عدد سكانها ( غير اليهود ) بشكل مباشر ورسمي دولة تحتل وبما يتناقض مع القانون الدولي, منذ أكثر من أربعين عاما مناطق دون أي مراعاة لالتزام قوة الاحتلال تجاه السكان المدنيين, دولة لا تنطبق عليها صفة »الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط«.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية