تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سرقات معاصرة !..

مشاكسات
الأربعاء 21/5/2008
فؤاد مسعد

الاختصاص أصبح في الأمور كلها حتى في السرقة , وأصبح السارقون والمحتالون يجارون العصر عبر أساليبهم وطرقهم , فبات هناك من يسرق مشروعاً إبداعياً لمخرج وينسبه إلى نفسه وآخر يفبرك نصاً من نصوص قرأها ويكتب أسمه عليه بالخط العريض دون خجل وثالث يسرق أدواراً كانت لفنانين آخرين ويقوم بتأديتها ..

لكن أحدث الصرخات في علم السرقة ما اصطلح على تسميته ب (سرقة الكاميرا) وهي سرقة يتعامل معها بعض الفنانين والفنانات للأسف وبالطبع ليس المقصود منها أن يحمل الفنان كاميرا التصوير ويركض بها هارباً . وإنما هي شيء مختلف تماماً قد يكون أخطر وأشد دهاء . وتقع هذه السرقة فيما بين الممثلين أنفسهم أثناء التصوير , فإن جمع مشهد بين عدة فنانين قد يحاول واحد منهم سرقة الكاميرا منهم وجلب الانتباه فيسرق عين المتلقي نحوه كأن يتحرك ولو بحركة بسيطة ليجعل من خلالها وجهه هو بالذات مواجهاً للكاميرا دون الآخرين فيفقد بذلك المشهد مصداقيته كونه لم يعد جماعياً بالمعنى الكامل للكلمة وإنما أصبح ممسوخاً بدافع الأنانية . ولقد بات عدد من فنانينا يتمتعون بميزة (سرقة الكاميرا) لا بل يتفاخرون بها ويخترعون لها أساليب جديدة من الصعب أن يدركها الفنانون الآخرون المسروق منهم فلا تثير الانتباه حين التصوير وتمر على المخرج دون أن يلتفت إليها عن قصد أو عن دون قصد . وهكذا لا تُكشف الحكاية إلا عند عرض المسلسل على الشاشة .‏

وكل ذلك يثير مجموعة من التساؤلات : فهل استعاض البعض عن مهارتهم بالتمثيل وعن قوة حضورهم بالأداء نحو طرق أخرى كي يفرضوا أنفسهم ? ألا يعتبر ذلك انتقاصاً من قيمة الفنان فيسيء لنفسه أولاً ولغيره ثانياً ? أم أنها أساليب فيها شطارة .. وحلال على الشاطر ? ولماذا يأخذ الرقيب الذاتي أحياناً قيلولة لدى بعضهم ? ثم أين المخرج المتابع الذي يوقف هؤلاء عند حدودهم فيعطي مالقيصر لقيصر ?!..‏

fmassad@scs-net.org‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية