تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عيد بنكهة النصر !!

رؤيـــــــة
الثلاثاء 5-7-2016
فاتن دعبول

راهن الكثيرون على هزيمة شعبنا كما راهنوا على أن النصر بعيد المنال، ولايزالون رغم اندحارهم وتراص أشلائهم في» مزبلة التاريخ» يقنعون أنفسهم بأنهم لابد منتصرون، أفلا يقرؤون التاريخ ويقلبوا صفحاته التي تعلن هزائمهم الواحدة تلو الأخرى وكيف تلاشت آثارهم تحت وقع ضربات أصحاب البطولة والأمجاد،

وكيف حلقت رايات النصر فوق هامات العالم تعلن: أنه إن كان للباطل جولة فللحق جولات وجولات وأيضا انتصارات وانتصارات.‏

واليوم حيث تشد الرحال الى عالم الفرح والأعياد نعلن للعالم أن الفرح هو ثقافتنا كما النصر هو عنوان قضيتنا، وكما إن الجيش العربي السوري مرابض على حدود الوطن ومتجذر في كل بقعة من حماه، فإن شعبنا أيضا يلتف حوله ويحمل له بشائر الفرح وباقات الزهور مهنئا ومباركا صموده الذي أثمر وأينع سلاما على سورية الحبيبة.‏

سنوات عجاف تجاوزت فيها عتبات الألم حد القهروالحزن وطعم الدم المضمخ بحبات القلوب، ولكن كانت عتبة الأمل والإصرار أشد وأقوى، ماخلق هذا التماسك والتعاضد بين أفراد الشعب كافة، والتشبث بكل ذرة تراب تعبق برائحة دم الشهيد، لم تهزمهم قسوة الإرهابيين وبطشهم، ولم تثن من عزيمتهم تهديداتهم ووعودهم الدموية.‏

نحن من يصنع الفرح في البلاد، نحيي أيامنا ونحتفي بأعيادنا، ولن يستطيع أي متسول الى بلادنا أن يسرق فرح الطفولة وعبق الأزهار من بساتين الأمل التي أزهرت بدم كل شهيد ناداه الوطن فكان له سيفا مسلطا على رقاب من خدعوا بأن حورياتهم الطريق اليها يمر من بلادنا .‏

سيذكر التاريخ أنهم مروا من هنا، وسيذكر التاريخ أيضا أن نهايتهم أيضا كانت هنا، وحورياتهم الطريق إليها ليس محفوفا بالورود والرياحين، بل بسهام الموت الزؤام.‏

أعياد مباركة لجنودنا البواسل في كل ثغر هم حماته وفرسانه ومباركة خطواتهم الأبية التي لايزال صوت هديرها على الأرض يطرب الأسماع ويحيي القلوب، أعيادكم مباركة بالعزم والإصرار وبنكهة النصر الذي يفوح منه عطر الشآم المصوغ بحبات القلوب وحبر العيون.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية