|
الكنـــــز الحديث عن دور محدود للحكومة في ظل محدودية الامكانات امر غير مقبول ومنطق المتقاعسين لأن المطلوب من الحكومة ان تكون اكثر التصاقاً بالواقع وان تبدأ المعالجات انطلاقاً منه ولا احد ينتقد ويلوم الحكومة عندما تكون صادقة في عملها مهما كانت النتائج وهناك شريحة كبيرة في المجتمع تحاول تبرير فشل الحكومة في مكان ما مدفوعة بحسها الوطني ان البلد منكوب فما على الحكومة سوى العمل بصدق. في الريف السوري تعيش شريحة كبيرة من السوريين مغلوبة على امرها تغيب عنها اعين الرقابه محكومة بسلطات محليه تجمع بينها المصالح ، فعلى سبيل المثال وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك اصدرت تعرفة اجور النقل ولكن احداً لم يلتزم بها في الارياف والحجة ان الدولة لا توفر لهم المازوت وهم يشترونه من مصادر خاصة بأسعار مرتفعة ولكن السؤال من اين تأتي هذه المصادر الخاصة بالمازوت ؟ هل يوجد احد غير الدولة يستورد المشتقات النفطية؟ وهنا يسأل المواطن اين الرقابة على السائقين وعلى محطات المحروقات والمصادر الخاصة التي تبيع المازوت . الدولة ايضاً تجتهد في ضبط الاسواق وتعمل لكسر الاسعار من خلال توفير تشكيلة سلعية واسعة في صالات مؤسسات التدخل الايجابي ولكن السؤال ايضا كم من هذه الصالات تتواجد في الارياف وتصل اليها التشكيلة السلعية ؟ الأمر الآخر الذي يجب ان تعمل عليه الحكومة ايضاً هو إعادة إحياء دور القطاع العام الذي استبيح بسبب ضعف الادارات وأُبيح بسب الادارات الفاسدة لأن الازمة اثبتت ان القطاع العام هو الضمان حتى لبقاء البلد عدا عن امكانية توجيهه بالشكل الذي يناسب كل الظروف على عكس القطاع الخاص الذي تبقى مصلحته فوق كل الاعتبارات . وهذا ما يملي على الحكومة الجديدة العمل بروح الفريق الواحد وان يخرج منتجها من مخرج واحد لأن البلد والمواطن دفع ثمن وجود عدة تيارات تعمل بشكل كيدي داخل الحكومة الواحدة . |
|