تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الوجه الآخر للنظام التركي .!!

كواليس
الثلاثاء 5-7-2016
يونس خلف

ليس التطبيع مع إسرائيل والتحول الذي جرى في موقف رئيس النظام التركي تجاه روسيا هو الذي يجعل رجب طيب أردوغان يشعر اليوم فقط بأن إسرائيل لم تعد تشكل تهديداً وخطراً على تركيا وعلى السلام والاستقرار في المنطقة,

لكن ثمة ما هو جديد وأعطى الأولوية لتجاوز كل شيء من قبل النظام التركي بدءاً من الركوع أمام قدم القيصر الروسي والاعتذار منه, مروراً بتجديد العلاقة مع الكيان الصهيوني وتجاوز الخلافات المؤقتة والمفتعلة أساساً لخدمة مصالح مرحلية للطرفين, وصولاً إلى تنازلات متلاحقة ربما من بينها ما كان يسعى إليه النظام التركي لابتزاز الأوروبيين من خلال الاتفاق الذي أبرمه حول اللاجئين والحصول على مكاسب مالية وسياسية.‏

وإنما ماحدث ويحدث من تغيير في سياسات هذا النظام هو نتيجة طبيعية للممارسات السلبية وتداعياتها في الداخل التركي وخارجه وهناك ما يبرر كل أشكال الاستدارة والتراجع والفشل فهو أولاً وقبل كل شيء قد وصل إلى باب مسدود وهناك الكثير من المعطيات التي تدلل على الإفلاس السياسي والعزلة الدولية ولذلك يحاول رئيس النظام التركي توسيع دائرة التعاون الاستخباراتي والأمني مع إسرائيل من أجل زيادة دعم التنظيمات الإرهابية في سورية.‏

وهو الذي بدأ بمعاقبة حلفائه قبل أعدائه في الداخل والخارج وأقال رئيس حكومته السابق داود واعتبره هو وراء كل ما حدث في تركيا، وهو نفسه يدرك - لكنه حاول المكابرة حتى تمرغ وجهه في التراب الروسي- أن موسكو هي بوابة الدخول إلى وجوده السياسي الإقليمي، وهو النظام الذي قام على مدى سنوات طويلة بتسهيل عبور الإرهابيين إلى الأراضي السورية وحول تركيا إلى قاعدة لانطلاق التنظيمات الإرهابية، ورأس النظام التركي هو أول من يعلم بأن تركيا بدأت بحصاد نتائج الإرهاب الذي دعمته ومولته في سورية.‏

وأن ما تشهده تركيا من تصاعد في العمليات الإرهابية يأتي نتيجة للسياسات التي اتبعها النظام التركي في دعم وتمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية في سورية وجعل تركيا ممراً لعبور آلاف الإرهابيين إليها الأمر الذي بدأ يرتد عليها ولعل الهجوم الذي وقع في مطار أتاتورك هو خير دليل على ذلك.‏

فإذا كانت تركيا تعتقد أنها بتطبيع العلاقات مع إسرائيل وتقديم التنازلات والركوع لاحقاً إن شاء الله أمام حذاء الجندي العربي السوري يمكن أن تنفذ برأسها فهي مخطئة لكن الخطأ الكبير الذي تقع به تركيا والشعب التركي هو أن تترك لسياسات رئيس النظام التركي أردوغان قيادة تركيا إلى العزلة الدولية وإلى العداء الأزلي مع كل شعوب العالم فماذا ينفع كل شيء بعد فوات الأوان مهما تعددت ألوان الوجوه التي يظهر بها النظام التركي كل يوم وكل ليلة .؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية