|
شؤون سياسية هذا التدخل الخارجي في شؤون البلاد يرفضه الشعب الإيراني جملة وتفصيلاً مهما كانت نتيجة الانتخابات، وبغض النظر عن شخصية الرئيس المنتخب لأن هذا الأمر يعتبر مسألة داخلية وسياسية يجري التوافق والتفاوض عليها بين أبناء الشعب الإيراني وقادته دون وصاية وإملاءات الخارج والتي لاتريد خيراً من هذه التدخلات، ومايدل على ذلك أحداث العنف والشغب التي وقعت وطالت الأبرياء وكان الهدف الوحيد من خلالها زعزعة استقرار البلاد ومحاولة إثارة الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، ومادعوات الديمقراطية التي تحاول الدول الغربية التستر خلفها للتدخل في الشؤون الإيرانية إلا غطاء لايراد منه سوى تأجيج الموقف واللعب على أوتار الأزمة، فالشعب الإيراني قدم نموذجاً فريداً للديمقراطية يفوق ما تدعيه معظم الدول الغربية من حرية التعبير عن الرأي والانتخاب، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الغرب وجعله يندس عبر مخابرات بعض دوله لتعكير هذه العملية وإثارة العنف والاضطرابات. التأكيدات الجديدة على وحدة الموقف الإيراني ضد التدخلات الخارجية جاءت على لسان مرشد الثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي الذي أوضح إن إيران وشعبها لن يرضخا للضغوط ولن يتراجعا عن القانون خطوة واحدة حرصاً على مصالح الشعب التي تتطلب وحدة المواقف، و خاصة في ضوء تربص أعداء البلاد لنقاط الضعف معتمدين على إثارة الفتنة والقلاقل. التأكيد نفسه جاء على لسان الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي قال إن الانتخابات أثبتت أن إيران ذات حضارة عريقة وشكلت منعطفاً مهماً في تاريخ الثورة الإيرانية، موضحاً أن الشعب صوّت لصالح عزة وتنمية البلاد واقتدارها. وعلى هذه الخلفية وبهدف تعزيز ثقة المواطنين والمرشحين المعترضين والبت بدقة أكبر في الطعون المقدمة تم تمديد فترة التحقيق في الشكاوى، فيما أعلن محسن رضائي في رسالة وجهها إلى مجلس صيانة الدستور، سحب الشكوى التي تقدم بها ضد نتائج الانتخابات مؤكداً أن الوضع السياسي والأمني والاجتماعي في البلاد دخل مرحلة حساسة وحاسمة أكثر أهمية من الانتخابات. التأكيدات على سلامة وأمن البلاد جاءت على خلفية كشف قوى الأمن لكميات من الأسلحة المهربة في منازل أنصار بعض المجموعات وبعد نشر صور وأفلام عن إصابة مواطنين أبرياء بالرصاص خلال أعمال الشغب الأخيرة من قبل عناصر هذه المجموعات الذين استغلوا الأحداث الأخيرة في بعض مناطق طهران وأعدوا مخططات تآمرية لاستهداف الناس بالأسلحة وزعزعة الأمن العام ،فيما كشف وزير الداخلية الإيراني صادق محصولي أن منفذي أعمال الشغب تلقوا تمويلاً من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية /سي أي إيه/. وأن الأميركيين والبريطانيين والصهاينة قدموا مختلف أنواع الدعم لكافة الجماعات الإرهابية لإثارة الفوضى في البلاد في ضوء معلومات تفيد بالكشف عن أسماء المتورطين في أعمال الشغب الذين كانوا يديرون هذه الأعمال أيضاً من خلف جدران السفارة البريطانية في طهران. وفي ضوء تصاعد التدخلات والضغوط الخارجية لتأجيج الأزمة في إيران أعلن وزير الدفاع العميد مصطفى محمد نجار أن بلاده سترد بحزم على كل من يحاول العدوان عليها، مؤكداً أن النظام الصهيوني لطالما هدد بارتكاب الحماقات ولكنه لم يتجاوز حتى الآن المشكلات النفسية التي سببتها حرب تموز له مع حزب الله داخل كيانه. وعلى وقع هذه التطورات أنهت القوات الجوية الإيرانية المرحلة الأخيرة من مناوراتها في الخليج العربي بنجاح بعد أن ضربت الأهداف المحددة باستخدام الأسلحة والعتاد المصنع محلياً. إن المتتبع لمجرى الأحداث الأخيرة التي جرت في إيران وتطورات الأوضاع فيها يدرك أن تأجيج التوتر والخلافات جاء نتيجة التدخل الغربي الذي لايعنيه نتائج الانتخابات وماهية الرئيس المنتخب بقدر مايعنيه التأثير على استقرار إيران وضرب تماسكها وتآلفها الوطني والسياسي والاجتماعي وبالتالي التأثير على موقفها في الحصول على التقنية النووية المستخدمة للأغراض السلمية وخضوعها للإملاءات والشروط الخارجية. |
|