تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المرونة الحيوية..أم المعادلة الضبابية ؟

البقعة الساخنة
الأربعاء 1-7-2009م
خالد الأشهب

“بعض المرونة هي مركب حيوي في كل مفاوضات” !!

آخر تصريحات الناطق باسم الخارجية الأميركية, قبل ساعات من وصول إيهود باراك إلى أميركا, وبعد ساعات من موافقته وتصديقه على مشروع بناء 1450 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية ؟‏

ثمة طاقم وزاري سداسي إسرائيلي يضم نتنياهو باراك ليبرمان مريدور بيغن ويعالون , اجتمع أول أمس وكلف باراك بعرض معادلة “ضبابية” على الإدارة الأميركية, تتضمن الرغبة بحل قضية المستوطنات في مفاوضات الحل الدائم، بالإضافة إلى اقتراح بتحديد البناء إلى الأعلى فقط (مباني طبقات) داخل الكتل الاستيطانية من أجل ضرورات “الزيادة الطبيعية”. خاصة أن باراك، وخلال إشغاله منصب رئيس الحكومة منذ سنوات، كان قد أقنع الإدارة الأمريكية في حينه بأن الكتل الاستيطانية ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية في إطار الحل الدائم، وبالتالي لا يوجد أي داع لجعل البناء فيها قضية !‏

على هذا, وفي ضوء “المرونة الحيوية” في المفاوضات التي تحدث عنها الناطق الأميركي أمس يمكن تصور حقيقة الرد الإسرائيلي الذي يحمله باراك على طلب إدارة أوباما تجميد الاستيطان, ويمكن كذلك التكهن بما يمكن أن يكون عليه الموقف الأميركي من الموضوع بعد زيارة إيهود باراك .‏

وإذا كان متوقعا ومشهودا تطرف إسرائيل وحكومة نتنياهو في مواصلة الاستيطان والاستيلاء على الأراضي العربية وبشهادة الطاقم الوزاري الاستيطاني ورموزه, فإن السؤال الأهم الآن يدور حول ما الذي يمكن أن يكون عليه موقف إدارة أوباما من التطرف والعناد الإسرائيلي وهي التي شددت من قبل واشترطت تجميد الاستيطان كاملا حتى العمودي منه ؟‏

الساعات القليلة القادمة تحمل الموقف والنبأ معا, هل تسود المرونة الحيوية الأميركية أم تخترقها المعادلة الضبابية الإسرائيلية !؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية