تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


للمقارنة فقط..أوبــامـا يتـوق لعودة بوش إلى المسرح

واشنطن بوست
ترجمة
الأربعاء 1-7-2009م
ترجمة : ريما الرفاعي

أبلغني أحد مسؤولي البيت الأبيض شيئا لم أتوقع أن أسمعه أبدا من موظف فى إدارة أوباما. فقد تمنى الموظف لو أن الرئيس السابق جورج بوش يكثر من الكلام، ولا يلتزم الصمت كما يفعل الان .

ومنذ غادر البيت الأبيض قبل خمسة أشهر يقبع بوش في منزله فى تكساس يعيش مع ذكرياته ونادرا ما يتحدث علنا، ما جعله بعيدا عن نشرات الاخبار وألسنة الناس.‏

وبسبب هذا الصمت عند بوش، صار اوباما يجد صعوبة في إبقاء الناس يركزون على بوش وسياساته باعتبارها مسؤولة عن الصعوبات التى تواجهنا اليوم مثل الاقتصاد الضعيف والحروب غير المحسومة وفضائح غوانتانامو وسوء معاملة المعتقلين .‏

وليس سبب ذلك ان أوباما توقف عن المحاولة. فهو يذّكر الرأي العام باستمرار فى خطبه ومؤتمراته الصحفية بجميع المشكلات التي ورثها من عهد سلفه. ولكن بالنسبة للصحفيين الذين يغطون أخبار البيت الأبيض، بات هذا التذكيرمعتادا ومملا خاصة أن بوش لن يرد على هذه الانتقادات الامر الذي يجعلهم يفتقدون الى تغطية شيقة.‏

بعد خمسة أشهر من توليه منصبه، بات أوباما الرئيس الوحيد الذى يفكر فيه الأمريكيون. وأظهرت مجموعة من استطلاعات الرأى أن الأمريكيين عندما يفكرون فى أوباما يزداد ميلهم لانتقاده. وفي جميع استطلاعات الرأي التى أجرتها كل من صحيفة وول ستريت جورنال وصحيفتي نيويورك تايمز وشبكتي « إن بى سى» ، «سى بى إس» ومركز « بى إى دبليو» للأبحاث، كانت النتائج متشابهة. فقد احتفظ باراك أوباما بشعبيته الشخصية، مع ارتفاع نسبة الرضا عن التوظيف إلى 60 فى المئة. ولكن عندما سئل المشاركون فى الاستطلاع عن سياسات محددة هامة تتبعها الإدارة كانت النتائج أقل من ذلك كثيرا، بل وسلبية.‏

ففي استطلاع مركز بي إى دبليو، تراجعت نسبة الذين يؤيدون أسلوب أوباما فى معالجة الهبوط الاقتصادي إلى 52 فى المئة بعد أن كانت 60 فى المئة. وبالكاد حقق اوباما تقدما بالنسبة لمنهجه فى إنقاذ جنرال موتورز وكرايسلر، حيث وافق عليه 47 فى المئة، مقابل معارضة 44 فى المئة. وزادت نسبة المعارضين على إنفاق المليارات لمواصلة تشغيل الشركات الخاسرة بفارق 22 نقطة عن نسبة الموافقين. ولمدة أسابيع، واصلت الاستطلاعات ترصد معارضة لقرار أوباما إغلاق معتقل خليج غوانتانامو. ومن الواضح أن خطابه الذى ألقى فيه باللوم على بوش من أجل التسويف في اغلاق المعتقل لم ينجح فى تخفيف المضاعفات السياسية لهذه القضية.‏

وكان استطلاع نيويورك تايمز وسي بي إس أكثر إثارة للقلق . وبعد أن أصبح عجز الموازنة أكثر وضوحا، زادت المخاوف بشأن سياسات الإدارة فيما يتعلق بالموازنة. فقد أجاب المشاركون سلبا بفارق 2 إلى 1 عندما سئلوا عما إذا كان أوباما طرح خطة واضحة للتعامل مع العجز. ورفضت أغلبية نسبتها 52 فى المئة الأولوية التى يمنحها أوباما لتنشيط الاقتصاد على حساب عجز الموازنة، بينما وافق على ذلك 41 فى المئة. ورأى المعارضون أن الأولوية يجب أن تكون لتقليل العجز.‏

وسوف تمثل الرعاية الصحية آخر معارك أوباما وأكبرها اختبارا جديدا لقيادته، مع مؤشرات فى عدة استطلاعات على أن الجمهوريين والديمقراطيين يتخذون مواقف متعارضة، على الرغم من دعوات الرئيس لتقديم مشروع قانون من الحزبين.‏

وكانت سياسة أوباما الخارجية تحظى بقبول داخلي واسع النطاق، حتى اندلع الاحتجاج الشعبي فى إيران ضد ما يقال إنه انتخابات رئاسية مزورة. غير أن البيت الأبيض يتوقع انتقادات أكبر بشأن حشد القوات فى أفغانستان، حيث من المحتمل أن يشهد الصيف المزيد من المعارك وارتفاع عدد الضحايا.‏

وفي النتيجة ربما يكون اوباما حقق معظم المكاسب السياسية المتاحة من زيادة معدل النشاط محليا وخارجيا وهو ما اتسمت به الشهور الأولى من رئاسته، لكن الناس بدؤوا الآن فى النظر بصورة نقدية أكثر إلى القرارات التى يتخذها. وهم ينتظرون بدرجات متفاوتة من الصبر لمعرفة مصير الوعود الكثيرة التى أطلقت فى الأيام الأولى من ولايته.‏

ويعتبر أوباما محظوظا لأن الرأى العام لا يجد بديلاً واضحا من النواب الجمهوريين فى الكونغرس، لكنه يفقد يوميا مزايا المقارنة بينه وبين سلفه. وهو ما يدفع برجال أوباما لأن يتمنوا عودة بوش الى الأضواء لكي تبقى المقارنة قائمة مع رئيسهم.‏

 بقلم: دافيد برودر‏

24/6/2009‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية