|
الترانفو Alter inFo وقد رحبت بجهوده حركات السلام والعدالة الاجتماعية في العالم كله، من أجل ديمقرطية أوسع وأعظم. وكما وصفته صحيفة «الغارديان» البريطانية مؤخراً أنه: أحد أكثر عشرة مصادر ممن أخذ عنهم في مجال العلوم الإنسانية أمثال: ماركس وشكسبير والكتاب المقدس، وهو الوحيد من بينهم الذي مازال على قيد الحياة.
وقد ذكر الرئيس أوغو شافيز في الأمم المتحدة بأحد مؤلفات تشومسكي الذي أصدره عام 2003 بعنوان: ضالة الأميركيين المنشورة: الهيمنة الكونية ، قائلاً : «أود أن أدعو وباحترام شديد أولئك الموجودين بين ظهرانيكم أن يقرؤوا هذا الكتاب». في عام 2006، وفي معرض رده على سؤال طرحه عليه المراسل الصحفي أندور ستيفن من صحيفة «نيوستيتمان» ما الذي ستفعله لو كنت رئيساً للولايات المتحدة ، فأجاب : «كنت أنشأت محكمة لجرائم الحرب التي سأرتكبها ، لأنني لو كنت أشغل ذلك المنصب، لوجب عليّ الاهتمام بالهيكلة والثقافة المؤسساتية، والثقافة الفكرية. لأن الثقافة أحوج ما تكون إلى العلاج». وخلال لقاء أجري معه ّمؤخراً، تطرق تشومسكي إلى ايران، والمسألة النووية، والعلاقات بين واشنطن وطهران، والتأثير العالمي للوبيات الصهيونية. وسبق أن نشرت مقتطفات من هذه المقابلة في «طهران تايمز» الصحيفة الايرانية الرئيسية الصادرة بالانكليزية. تشومسكي في رده على سؤال: كنت قد كررت في مناسبات عديدة أن أغلبية دول العالم تدعم الحلف النووي الايراني بمن في ذلك أعضاء حركة عدم الانحياز ، ومع ذلك، استمر المحافظون الجدد يطلقون شعاراتهم المحرضة على الحرب، فلماذا؟ قال: ليست حركة عدم الانحياز وحدها من تعتقد أن لإيران الحق في تطوير قدراتها النووية، بل الأغلبية الساحقة من الأميركيين يعتقدون ذلك أيضاً. لكن أحداً في الولايات المتحدة لم يدرك هذا الأمر، بمن فيهم أولئك الذين تم استطلاع رأيهم، والذين يعتقدون دون شك أنهم وحدهم من يملكون هذا الرأي . وهذا لم يجر نشره على الإطلاق، إذ إن وسائل الإعلام تظهر وباستمرار أن «المجتمع الدولي» يطالب ايران بوقف تخصيب اليورانيوم. و«المجتمع الدولي» هنا عادة ما يشير إلى واشنطن ومن يسيرون في ركابها ويتحالفون معها، وهذا لا يعني هذه المسألة بعينها، أي النووي الايراني، وإنما كل قضية بوجه عام. أما عن المعايير المزدوجة التي تعتمدها الولايات المتحدة في التعاطي مع الملف النووي الايراني والترسانة النووية الايرانية ، التي تحول دون تمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من فرض سيطرتها في التحقيق بشأن أسلحة اسرائيل النوية، فقال تشومسكي : إن تلك النقطة شرحها هنري كيسنجر في صحيفة «واشنطن بوست» عندما سألوه لماذا ايران ليست بحاجة إلى الطاقة النووية، في حين أن الولايات المتحدة كانت تصرح في السبعينيات من القرن الماضي أن ايران في حاجة لامتلاك الطاقة النووية وعليها أن تقدم للشاه سبل تطويرها،؟فأجاب :«كانت دولة حليفة» ولهذا فهم محتاجون للطاقة النووية ،أما الآن ، فلم تعد حليفاً لنا، فهي ليست بحاجة إذاً إلى الطاقة النووية. أما بالنسبة لاسرائيل فهي حليفتنا وهي أكثر من ذلك، ولها الحق أن تفعل ما تريد ، فالوكالة الدولية للطاقة الذرية مخولة أن تفعل ما تشاء لكن الولايات المتحدة لن تمكنها من ذلك، كما أن الإدارة الجديدة لم تظهر أي علاقة بخلاف ذلك. وعما يحول دون إجراء محادثات مباشرة بين ايران والولايات المتحدة، هل هو بسبب تأثير اللوبي الاسرائيلي الكبير على النظام الرأسمالي للولايات المتحدة؟ أجاب تشومسكي : للوبي الاسرائيلي بعض التأثير. وقد تجلى هذا التأثير في غضون الصيف الماضي بخصوص ايران، حيث بلغ ضغط اللوبي ذروته خلال الانتخابات الرئاسية سعياً لكي يستصدر الكونغرس قانوناً يؤدي إلى فرض حصار على ايران أو الحرب لكن هذا التدبير الذي لقي بعض الدعم، ما لبث أن انحسر فجأة ،ما يعني أن البيت الأبيض يعي جيداً ما عليه أن يفعل. أغلبية الأميركيين يريدون أن تكون لهم علاقات طيبة مع ايران، لكن نادراً ما يؤثر ذلك على سير السياسة العامة. فالشركات الأميركية الرئيسية بما فيها شركات الطاقة ترغب في استثمار الثروات النفطية الايرانية ، لكن الحكومة الأميركية تحول دون ذلك، وفي اعتقادي السبب في ذلك لأن ايران دولة مستقلة وذات إرادة قوية. فالقوى العظمى لا تتسامح مع ما يعتبرونه مناطق منتجة للطاقة. أما إذا كان الرئيس باراك أوباما سيأخذ بالاقتراح الايراني بشأن طلب الصفح عن جرائم أميركا الماضية بحق ايران، قال تشومسكي: أعتقد أنه على الأقوياء الاعتراف بجرائمهم وطلب الصفح من ضحاياهم ، بل المضي أبعد من ذلك وهو التعويض لهم، غير أن العالم محكوم بالقول المأثور: «الأقوياء يفعلون ما يريدون ، والضعفاء يتألمون كما يحلو لهم». شيئاً فشيئاً، ومع مضي الوقت، يصبح العالم أكثر تحضراً ، لكن الطريق إلى ذلك ما زال طويلاً وشاقاً. 24/6/2009 |
|