|
لوفيغارو الرؤية الفرنسية الجديدة هي بـقوة أوروبا، إنها عكس الدبلوماسية الهشة للشمال المحايد والتي تعتمد فقط على التأسيس الفعلي لمنظمات إنسانية أكثر من اعتمادها الدبلوماسية الحقيقية. الرؤية الجديدة تؤكد أن كل تفكير عن التوازن الجديد في العالم يجب أن يقترن بضرورة التسلح السياسي والقانوني والعسكري للدفاع عن النموذج الأوروبي وأن يكون لنا حضور في أي مكان تكون فيه مصلحتنا، كل ذلك لم يكن موجوداً في تلك الرؤية المحددة للاتحاد الأوروبي والتي تنحصر على مجرد منطقة للتجارة الحرة المسالمة. وبذلك تقتصر السياسة الخارجية على حدودنا إلى متابعة التوسيع كعامل لإحلال السلام والاستقرار وإلى مفاوضات تجارية عالمية تختصر التجارة الحرة. على عكس ذلك تطالب جميع الأحزاب الفرنسية باستثناء المتطرفة بالانضمام إلى مزيد من أوروبا السياسية، ويتوجه النقد أولاً إلى المفوضية الأوروبية الحالية ويترجم أيضاً إرادة بالابتعاد عما أصبح عليه الاتحاد المكون من 27 دولة. أخيراً بالنسبة إلى السياسات الفرنسية فإن التوسعات الخمسة ليست الأخيرة التي غيرت الروح الجماعية، إنها الأولى! إن دخول المملكة المتحدة وايرلندا وبلدان الشمال سبب مشكلات سياسية للاتحاد أكثر ما سببته إعادة التوحيد في عام 2004، يشار إلى أن تلك الدول عارضت الديبلوماسية الموحدة والدفاع الذاتي ووضع حدود سياسية لاتحاد يؤخذ بالحسبان. إن تعريف المصالح الأوروبية الخاصة عمل ترفضه بعض الدول الأعضاء ومع ذلك قد تقود إلى تطوير سياسات أوروبية أكثر فعالية خاصة في المجال الاقتصادي، كذلك يتوجب تفسير الرسالة المشتركة لميركل وساركوزي التي نشرت في أوج الحملة الانتخابية، إن أوروبا التي تحافظ على ذاتها في عالم متعدد الأقطاب ليست أوروبا التي تعتمد الحمائية لكنها تأخذ بنتائج التطورات الجديدة التي ستكون غير موجودة فيها بعد وقت قصير كأول مصدر في العالم، يجب عليها إذاً الترويج لروادها الأوروبيين في كافة المجالات وتفضيلهم في السوق الأوروبية، كما عليها التفاوض للدخول إلى سوقها في إطار المعاملة بالمثل والتفكير بالعالم بطريقة مستقلة ذاتياً وليس فرض هذيان انتمائها إلى المعسكر الغربي الذي لا يجادل فيه أحد، كما أن لها الحق في تحديد حدودها، أي السياسية المشتركة مع الدول التي تقبل بتقاسم سياستها ورؤية خاصة إلى العالم، وينبغي عليها المحافظة على نمط معين للمجتمع وخصوصياته الاجتماعية. لقد أصبح الاتحاد أول قوة اقتصادية وتجارية واستثمارية خارجية، لذلك فهو مرغوب ومستنسخ وهناك العديد من طلبات الانضمام إليه، إنه يجسد أنموذجاً حقيقياً للعصر بأنظمته وتضامنه الإقليمي والاجتماعي، فمن حقه التمتع بالقوة، إنه بحاجة إليها للخروج من الأزمة وضمان المستقبل، وبالتالي يجب تغيير سياساته وإلا سينتج عنه الجفاء. 27/6/2009 |
|