|
آراء وهي القضية المتعلقة بسنوات عمر المذيعات حصراً. كان معنى السؤال المتعلق بهذه القضية، متى يمكن غياب أو تغييب المذيعة من على الشاشة؟ هل بحكم العمر؟ أم بحكم القدرة على العطاء وإثبات الحضور؟ أم بحكم الشكل؟ إن المعاني التي تحتملها مثل هذه القضية، على أرضية السؤال، هي لاشك قضية بكل ما تعنيه العبارة. وبطبيعة الحال كان لابد أن تثار، في سياق الآراء التي جرى تبادلها بين معد البرنامج وثلاث مذيعات بينهن مذيعة عربية لاتزال تمارس عملها في إحدى المحطات الأجنبية «سي إن إن» منذ عشرين عاماً دون انقطاع، كان لابد من أن تثار مسألة الخبرة بالدرجة الأولى ،ومن ثم تندرج بقية العناصر التي تستدعي الاستمرار في الظهور على شاشات التلفزيون وعدمه، سواء بسبب من سنوات العمر أم الشكل أم القدرة على العطاء وإثبات الحضور. ولحسن الحظ، فقط طرحت مسألة الخبرة، في مقدمة العناصر التي تستحق الرعاية لا الاهتمام فحسب، لأن اكتساب الخبرة تتطلب المزيد والمزيد من بذل الجهد حتى تختمر أطرافها كافة، وتغدو بالتالي مهيأة لتؤلف عنصر هداية للمبتدئين في مجال الإعلام، وبنحو خاص الإعلام المرئي، ولأن المشاهد وإن عنته الصورة المرئية على الشاشة، لكنها لايمكن أن تعنيه أكثر من المعلومة التي تنقل إليه على لسان المذيع أو المذيعة. وهذا ما تؤكد عليه برامج عديدة في أيامنا هذه، عبر ما يشاهد على شاشات التلفزيون في الشرق والغرب عموماً، حيث يتخطى أحد المذيعين أو المذيعات أحياناً السبعين والثمانين من عمره ولايزال قادراً على استقطاب المشاهد المعني ببرامجه لاعتبارات لاعلاقة لها لابالعمر ولابالشكل. قد تكون مسألة العمر مقبولة، إلى حد ما، في برنامج شبابي على سبيل المثال، أو برنامج خفيف هدفه التسلية وماشابه، ولكن ماذا عن برنامج ثقافي أو علمي أو تربوي رصين يتطلب ظهور وجه مقنع لمذيع أو مذيعة، أن مايقال على لسانه أو لسانها قد استخلص حقاً من تجارب حياتية حقيقية متعددة؟ وماذا عن هذه النقطة فيما يتعلق بمعدي البرامج حيث خبرتهم الشخصية تؤدي دوراً مفيداً ومطلوباً في الوقت ذاته ليكون البرنامج الذي يقدم للمشاهد مقنعاً بمقدار مايتمتع به معد البرنامج من ثقافة تراكمت لديه بحكم الاستمرار في مجال اختصاصه؟ في مناسبة استعراض هذه النقاط في برنامج «للنشر» نضيف هنا إنه لابد أن تندرج قضية التدريب في هذا السياق وذلك لتكوين الكوادر القادرة على تحمل مسؤولية الإعداد والتقديم وحسن النطق إلى جانب المكونات الضرورية لبناء الشخصية. وهذه النقطة جدير بوسائل الإعلام المرئي أخذها بعين الاعتبار، لأن فقدان هذه المكونات وعدم نضجها هي من المبررات التي تستدعي العودة إلى ما بدأنا به قولنا حول الغياب أو التغييب. إن أي خلل قد يصيب أحد أطراف المعادلة التي تتطلب توافر مستلزمات الظهور على الشاشة بعيدا عن اعتماد مسألة العمر أو الشكل، من الطبيعي أن يؤدي إلى هجرة الخبرات من وطنها بحثاً عن مواقع أخرى تحترم معايير الاختبار قبل أي شي آخر،إن الخبرة تعني النضج وهو المرغوب فيه، وأما الاختبار فهو القول الفصل في هذا المجال. |
|